للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاستحضار لها، متسع المعرفة فيها (١).

حفظ الفصيح لثعلب، وكفاية المتحفظ لابن الخوييّ، كلاهما في اللغة.

وبلغ درجة عالية، بحيث أصبح له مآخذ على أهل اللغة (٢). وانظر تعليقاته على كتاب الاشتقاق لابن دريد طبعة عبد السلام هارون (٣)، ووضع في اللغة كتابا علقه على «كتاب ليس» لابن خالويه، كما سوف أذكر في مؤلفاته. .

وكان له مشاركة أيضا في الشعر. (انظر كتابه: الواضح المبين فيمن استشهد من المحبين).

وأما الأنساب: فبلغ فيه درجة واسعة، ومعرفة جيدة، حتى فاق أقرانه من العلماء، ففي تدريب الراوي: «سأل شيخ الإسلام ابن حجر شيخه الحافظ أبا الفضل العراقي عن أربعة تعاصروا، أيهم أحفظ: مغلطاي، وابن كثير، وابن رافع، والحسيني؟ فأجاب: أن أوسعهم اطلاعا وأعلمهم بالأنساب مغلطاي، على أغلاط تقع منه في تآليفه. . .» (٤).

وبعد: فلا عجب بعد ذلك أن يصفوا مغلطاي بأنه: حافظ مشهور، وعالم فقيه، وشيخ فاضل، ومصنف مكثر، كما قالوا عنه: بأنه شيخ المحدثين، انتهت إليه رئاسة الحديث في زمانه، قال الحافظ: أخذ عنه عامة من لقيناه من المشايخ (٥).


(١) لسان الميزان ٦/ ٧٤.
(٢) الدرر الكامنة ٤/ ٣٥٣.
(٣) كان من جملة النسخ التي رجع إليها الأستاذ عبد السلام هارون واعتمدها في تحقيق كتاب الاشتقاق لابن دريد: نسخة الحافظ مغلطاي نفسه، حيث قرأ عليها تملكه لها، وإجازته إلى ابن دريد، وأثبت في حواشيها كثيرا من التعليقات التي تدل على سعة اطلاع الحافظ مغلطاي في الأنساب واللغة والشعر وغير ذلك.
(٤) فهرس الفهارس ١/ ٤٠٤، وانظر حسن المحاضرة ١/ ٣٥٩.
(٥) الدرر الكامنة ٤/ ٣٥٤، ولسان الميزان ٦/ ٧٢.

<<  <   >  >>