للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى أن أخرجه قرناء السوء ليتفرج على لاعب في الميدان، فاشتغل الناس باللاعب عن حراسة الخليفة، فلما رأى اللاعب الناس قد بعدوا عنه، ركض فرسه إليه وطعنه في صدره بحربة فقتله، فلم ينتطح فيها عنزان، ولا طلب دمه من عسكره اثنان، ثم مر اللاعب يطلب دار الخلافة نحو القاهر، فعلق به كلاّب في دكان قصاب، فخرج الفرس من تحته، فبقي معلقا فمات في الوقت وأحرق، يوم الأربعاء لثلاث ليال بقين من شوال سنة عشرين وثلثمائة (١).

وقيل: إنه قتل في حرب كانت بينه وبين مؤنس الخادم الملقب بالمظفر (٢).

وكانت خلافته: أربعا وعشرين سنة، وشهرين، وعشرة أيام، وقيل:

وأحد عشر شهرا، وأربعة عشر يوما (٣).

وكان سمحا جوادا (٤)، وكانت أمه بليته مع كثرة برها وصدقتها،


= في البداية ١١/ ١٨٢: وكان كثير التنفل بالصلاة والصوم والعبادة، ولكنه كان مؤثرا لشهواته، مطيعا لحضاياه، كثير العزل والولاية والتلون.
(١) اتفقوا على هذا التاريخ لموت المقتدر، وانظر هذه القصة في سير الذهبي ١٥/ ٥٥، والجوهر الثمين ١٣٩ - ١٤٠.
(٢) أكثر المصادر التاريخية اقتصرت على هذا السبب، انظر ابن حزم/٣٧٧/، وتكملة تاريخ الطبري للهمذاني/٢٧٢/، والمنتظم ١٣/ ٣٠٨ - ٣٠٩، والكامل ٧/ ٧٣ - ٧٤. ومؤنس الخادم أحد كبار الأمراء والقواد في الدولة العباسية، ويلقب بالمظفر المعتضدي، ووصفه الذهبي في السيرة ١٥/ ٥٦: بأنه أحد الخدام الذين وصلوا إلى مرتبة الملوك.
(٣) أكثر المصادر التاريخية على هذا القول الثاني، وقال بالأول ابن دقماق/١٤٠/.
(٤) لكنهم وصفوه أيضا: بأنه كان مسرفا مبذرا للمال. انظر سير الذهبي ١٥/ ٤٣ - ٤٤.

<<  <   >  >>