للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفوض الأمور للملك الظاهر بيبرس البند قداري الصالحي (١).

ثم سار المستنصر ليأخذ بغداد ويقيم بها، وكان آقوش البرلي (٢)، قد بايع بحلب الحاكم بأمر الله (٣)، فلما قدم الملك الظاهر سحب الحاكم، ثم اجتمع بالمستنصر وبايعه.

فكان في آخر العام مصافّ بينه وبين التتار الذي بالعراق، فقدّم المستنصر في الوقعة، وانهزم الحاكم فنجا.

وكانت هذه الوقعة في ثالث المحرم سنة ستين وستمائة، وقيل: قتل المستنصر، وقيل: أضمرته البلاد (٤).

وأقام الناس سنة بغير خليفة (٥).

[[الحاكم بأمر الله]]

وفي ثامن المحرم سنة إحدى وستين عقد مجلس عظيم للبيعة، وجلس الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد بن الأمير أبي علي الحسن بن


= كان أسود، وأنه أشهد عليه وأثبت نسبه.
(١) أحد المماليك، ولي السلطنة بعد قتله للملك قطز، وكان شجاعا شهما، وقف في وجه التتار بعد كسرهم الكبير في (عين جالوت).
(٢) في النجوم الزاهرة ٧/ ١١٣: البريلي. وهو صاحب حلب، الأمير شمس الدين آقوش. وانظر شيئا عنه في تاريخ ابن الوردي ٢/ ٢٩٨.
(٣) هو الخليفة الآتي، كان قد اختفى وقت أخذ بغداد ونجا.
(٤) قال الذهبي ٢٣/ ١٧١: ولم يصح، والظاهر أن الخليفة قتل. وذكر ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة ٧/ ١١٧: بأنه نجا مجروحا في طائفة من العرب، فمات عندهم. وانظر التفصيل في الجوهر الثمين لابن دقماق ١٨٤ - ١٨٥.
(٥) قال الذهبي ٢٣/ ١٧١: وبعد سنتين بويع الحاكم بأمر الله أحمد. قلت: صوابه بعد سنة، لأنه أورد المستنصر في العبر ٣/ ٢٩٨ من وفيات ٦٦٠ هـ‍.

<<  <   >  >>