للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧٦ - حدثنا إسحاق بن موسى الأنصارى، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك، حدثنا سعيد بن أبى سعيد المقبرى، عن عبيد بن جريج، أنه قال لابن عمر: رأيتك تلبس النعال السبتية، قال:

«إنّى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس النّعال الّتى ليس فيها شعر، ويتوضّأ فيها، فأنا أحبّ أن ألبسها».

٧٧ - حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن أبى ذئب، عن صالح مولى التوأمة، عن أبى هريرة، قال:

«كان لنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبالان».

ــ

٧٦ - (السبتية) بالكسر جلود بقر تدبغ مطلقا أو بالقرظ وهو ورق السلم ويجلب من اليمن سميت بذلك، لأن شعرها قد سبت عنها أى حلق وأزيل إذا لبست القطع، قيل:

وسيأتى الكلام يفيد أن ابن عمر لم يكن حين التخاطب لابسها، فسئل عن وجه الترك، ويرد: بأن الترك حين السؤال لا يدل على الترك مطلقا، وعلى الترك فيحتمل تركه لعذر، كعدم وجدانها. ووجه السؤال: أنها نعال أهل النعمة والسعة، ومن ثمة لم يلبسها الصحابة، كما أفاده خبر البخارى أن السائل قال له: «رأيتك تفعل أربعة أشياء لم يفعلها أصحابنا» ومنها هذه (أحب أن ألبسها) أى اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعل ترك الصحابة إن فرض صحته الاستغراق، وأن ما نفاه السائل هو الواقع وإلا فالأمر محتمل أنه لم ينفه، إلا باعتبار علمه، إنما هو لأنهم لم يبلغهم فيه شىء، وابن عمر امتاز عنهم بحفظ ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت الحجة فيما قال وفعل، لا فى تركهم.


٧٦ - إسناده صحيح: رواه البخارى فى اللباس (٥٨٥١)، ومسلم فى الحج (١١٨٧)، وأبو داود فى المناسك (١٧٧٢)، والإمام مالك فى الموطأ (١/ ٢٧٢)، وعنه محمد بن الحسن فى موطئه (ص ١٦١)، والإمام أحمد فى مسنده (٢/ ١٧،٦٦،١١٠)، وابن سعد فى الطبقات (١/ ٣٧٣)، وأبو الشيخ فى أخلاق النبى (ص ١٤٤)، كلهم من طرق عن سعيد بن أبى سعيد المقبرى به فذكر نحوه تاما ومختصرا.
٧٧ - إسناده ضعيف، وهو صحيح بشواهده: فيه صالح مولى التوامة: قال فيه الحافظ: صدوق اختلط بآخره، وقال ابن عدى: لا بأس-

<<  <   >  >>