للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: هل من مبارز؟ فخرج إليه حمزة - رضي الله عنه - فقال: يا سباع يا ابن أم أنمار مُقطّعة البظور (١) أَتُحادُّ الله ورسوله؟ ثم شد عليه حمزة - رضي الله عنه - فقتله (٢)، ثم حانت ساعة القتال فالتقى الفريقان, والتحم الجيشان، واشتد النزال بني جيش المسلمين المكون من سبعمائة مقاتل بعد انسحاب المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول ومن معه من المنافقين، وجيش المشركين البالغ عدده ثلاثة آلاف مقاتل فكانت الغلبة أولا للمسلمين، حيث ألحقوا بالمشركين هزيمة نكراء وردوهم إلى معسكرهم، وقاتل أبو دُجانة بسيف النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى فلق به هام المشركين (٣)، حتى قتل في أول النهار من أصحاب لواء المشركين سبعة أو تسعة (٤).

وفي ذلك يقول الله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} [آل عمران: ١٥٢] (٥) أي: ولقد صدقكم الله وعده أيها المؤمنون الذي وعدكم إياه إن أطعتم الله ورسوله، أن لكم النصر على الأعداء.

وفي وسط المعركة جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فَأَيْنَ أَنَا؟ قَالَ: "في الْجَنَّةِ"، فَأَلْقَى تَمَرَاتٍ في يَدِهِ ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ (٦).


(١) مُقطِّعة البظور: أي التي تختن النساء، فهي تقطع بظر المرأة عند ختنها.
(٢) صحيح: أخرجه البخاري (٤٠٧٢)، كتاب: المغازي، باب: قتل حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه -.
(٣) سبق تخريجه. هام المشركين: أي رؤوس المشركين.
(٤) صحيح: أخرجه أحمد (٢٦٠٩)، وصححه الشيخ أحمد شاكر.
(٥) الحسُّ: القتل، أي: إذ تقتلونهم بإذنه.
(٦) متفق عليه أخرجه البخاري (٤٠٤٦)، كتاب: المغازي، باب: غزوة أحد، مسلم (١٨٩٩)، كتاب: الإمارة، باب: ثبوت الجنة للشهيد. وهذا الرجل غير عُمير بن الحُمام الذي استشهد يوم بدر، حيث جاء في رواية: (قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد ...).

<<  <   >  >>