للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (٢٠)} [الفتح: ١٨ - ٢٠].

فأراد المنافقون الذين تخلفوا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في الحديبية أن يخرجوا معه إلى خيبر، لما علموا ما بها من مغانم وأموال كثيرة، فمنعهم النبي - صلى الله عليه وسلم - من الخروج، وفي ذلك يقول الله تعالى: {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ} عن الحديبية {إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا} أي: إلى خيبر، {ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} أي: يريدون أن يبدلوا كلام الله لما ووعده بأن المغانم ستكون لمن شهد الحديبية وبايع تحت الشجرة -كما تقدم في الآيات- {قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ} أي: قال بأن المغانم ستكون لأهل الحديبية، {فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا} أي: أن نشرككم في المغانم، {بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا (١٥)} [الفتح:١٥] أي: ليس الأمر كما زعموا، ولكن لا فهم لهم (١).

ومضى جيش المسلمين حتى نزل بالرجيع.

عن مَرْوان بن الحكم، والمسوَر بن مخرمة قالا: انصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية، فنزلت عليه سورة الفتح بين مكة والمدينة، فقدم المدينة في ذي الحجة، فأقام بها حتى سار إلى خيبر في المحرم، فنزل بالرجيع- واد بين خيبر وغطفان- فتخوف أن تُمدَّهم غطفان، فبات حتى أصبح، فغدا إليهم (٢).

وَكَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَتَى قَوْمًا بِلَيلٍ لَم يُغِرْ بِهِمْ حَتَّى يُصْبِحَ (٣).


(١) انظر: "مختصر تفسير ابن كثير" ٣/ ٢٩٦. الشيخ /أحمد شاكر.
(٢) إسناده حسن: أخرجه البيهقي في "الدلائل" ٤/ ١٩٦، ١٩٧، وقال شعيب الأرنؤوط في تحقيق "زاد المعاد": رجاله ثقات.
(٣) متفق عليه: أخرجه البخاري (٤١٩٧)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر، ومسلم (١٣٦٥)، كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة خيبر، واللفظ للبخاري.

<<  <   >  >>