للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ مَعَ عُمُومَتِي وَأَنا غُلامٌ، فَما أُحِبُّ أَن لِي حُمْرَ النَّعَمِ وَأَنِّي أَنْكُثُهُ" (١).

وقام بعقد حلف الفضول نفس العشائر التي عقدت حلف المطيبين.

ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ".

ولا يصح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- اشترك في الحلفين والدليل على ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صرح في بعض النصوص بأنّه لم يشهد للمشركين سوى حلف واحد وقال: ما شهدت حلفًا لقريش إلا حلف المطيبين.

قال ابن كثير:

وزعم بعض أهل السير أنه أراد حلف الفضول، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يدرك حلف المطيبين، قلت: هذا لا شك فيه، وذلك أن قريشًا تحالفوا بعد موت قصي، وتنازعوا في الذي كان جعله قصي لابنه عبد الدار في السقاية والرفادة، واللواء، والندوة، والحجابة، ونازعهم فيه بنو عبد الدار وقامت مع كل طائفة قبائل من قريش، وتحالفوا على النصرة لحزبهم، فأحضر أصحاب بني عبد مناف جَفنة فيها طيب، فوضعوا أيديهم فيها، وتحالفوا، فلما قاموا مسحوا أيديهم بأركان البيت، فسموا المطيبين، وكان هذا قديمًا، ولكن المراد بهذا الحلف، حلف الفضول وكان في دار عبد الله بن جدعان .... اهـ (٢).

ثم أن حلف المطيبين القديم لا يحمل من معاني الانتصار للعدالة مثل


(١) صحيح: أخرجه أحمد (١٦٥٥)، وأبو يعلى (٨٤٤)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٥٦٩)، والحاكم ٢/ ٢١٩ كتاب: التفسير، وقال: هذا حديث حسن الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي، وصححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (١٩٠٠).
(٢) "البداية والنهاية" ٢/ ٣٢١.

<<  <   >  >>