للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اتفق مع مشركي مكة يوم الحديبية أن يرجع إلى المدينة عامه هذا على أن يُخلُّوا بينه وبين البيت عام قابل (١).

فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذي القعدة سنة سبع (٢) حيث اتفقوا أن لَا يُدْخِلُ مَكَّةَ السِّلَاحَ إِلَّا السَّيْفَ في الْقِرَابِ، وَأَنْ لَا يَخْرُجَ مِنْ أَهْلِهَا بِأَحَدٍ إِنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَهُ، وَأَنْ لَا يَمْنَعَ مِنْ أَصْحَابِهِ أَحَدًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا (٣)، وأن لا يقيم بها أكثر من ثلاثة أيام (٤).

فسار النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - حتى دَخَلَ مَكَّةَ وَعبد الله بن رَوَاحَةَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْهِ، وَهُوَ يَقُولُ:

خَلُّوا بني الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ ... الْيَوْمَ نَضْرِبْكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ

ضَرْبًا يُزِيلُ الْهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ ... وَيُذْهِلُ الْخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ

فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا ابنَ رَوَاحَةَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَفِي حَرَمِ الله تَقُولُ الشِّعْرَ؟ فَقَالَ لَهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خَلِّ عَنْهُ يَا عُمَرُ، فَلَهِيَ أَسْرَعُ فِيهِمْ مِنْ نَضْحِ النَّبْلِ" (٥).


(١) انظر ذلك الشرط في صلح الحديبية.
(٢) قال ابن حجر - رحمه الله -: وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه بسند حسن عن ابن عمر قال: كانت عمرة القضية في ذي القعدة سنة سبع. اهـ "فتح الباري" ٧/ ٥٧٢، وهو قول بن إسحاق، وموسى بن عقبة.
(٣) صحيح: أخرجه البخاري (٤٢٥١)، كتاب: المغازي، باب: عمرة القضاء.
(٤) انظر ذلك الشرط في صلح الحديبية.
(٥) صحيح: أخرجه الترمذي (٢٨٤٧)، كتاب: الأدب باب: ما جاء في إنشاد الشعر، النسائي (٢٨٧٣)، كتاب: الحج، باب: إنشاد الشعر في الحرم، والمشي بين يدي الإمام، وصححه الألباني في "مختصر الشمائل" (٢١٠).

<<  <   >  >>