للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإِسلام فأسلم، ورجع إلى قومه بني سُليم فقال: قد سمعت ترجمة الروم، وهينمة فارس، وأشعار العرب، وكهانة الكاهن، وكلام مقاول حمير، فما يشبه كلام محمَّد شيئًا من كلامهم، فأطيعوني وخذوا بنصيبكم منه فلما كان عام الفتح خرجت بنو سليم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم -, فلقوه بقُديد وهم تسعمائة، ويقال: كانوا ألفًا، فيهم العباس بن مرداس وأنس بن عياض بن رعل وراشد بن عبد ربه فأسلموا وقالوا: اجعلنا في مقدمتك، واجعل لواءنا أحمر، وشعارنا مقدم، ففعل ذلك بهم، فشهدوا معه الفتح والطائف وحنينًا (١).

[٥٤ - وفي هذه السنة: جاء وفد ربيعة: عبد القيس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.]

[الشرح]

عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قدم وفد عبد القيس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "مرحبًا بالقوم غير خزايا ولا الندامى"، فقالوا: يا رسول الله إن بيننا وبينك المشركين من مضر، وإنا لا نَصِلُ إليك إلا في أشهر الحُرُم، حدثنا بِجُمَلٍ من الأمر إن عملنا بها دخلنا الجنة، وندعوا من وراءنا، قال: "آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع، الإيمان بالله، هل تدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة أن لا إله إلا الله, وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تُعْطوا من المغنم الخمس، وأنهاكم عن أربع: ما انتبذ في الدُّبَّاء والنقير والمزفَّت" (٢).


(١) "الطبقات" ١/ ٣٠٧.
(٢) متفق عليه أخرجه البخاري (٤٣٦٨)، كتاب: المغازي، باب: وفد عبد القيس، ومسلم (١٧)، كتاب: الإيمان, باب: الإيمان بالله ورسوله.
و (المزفَّت): أوعية مطلية بالزفت، و (الدباء): القرع اليابس يُفَرَّغ ويُجعل إناء، و (الحنتم): آنية كبيرة مدهونة خُضْر كانت تحمل فيها الخمر إلى المدينة، و (النقير): النخل ينقرونه ثم يضعون فيه الخمر، وإنما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الأنواع خاصة، قيل =

<<  <   >  >>