للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٥ - وفي رجب منه هذه السنة: وفي تبوك أسر خالدُ بن الوليد - رضي الله عنه - أُكَيدرَ مَلِك دُومَة، فحقن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - دمه وصالحه على الجزية.

[الشرح]

بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد، إلى أكُيدر بن عبد الملك، وهو رجل من كندة كان ملكًا عليها، وكان نصرانيًا، فخرج خالد في ليلة مقمرة صائفة، وخرج أكيدر مع أهل بيته، فيهم أخ له يقال له: حسان، يصطادون البقر، فتلقتهم خيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذته، وقتلوا أخاه، وقد كان عليه قباء من ديباج مُخوَّص بالذهب، فاستلبه خالد، فبعث به إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قبل قدومه به عليه (١).

ثم إنَّ خالدًا قدم بأكيدر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، فحقن له دمه، وصالحه على الجزية (٢).

وعن أَنَسِ بن مَالِكٍ - رضي الله عنه - أن أكيدر دومة الجندل أهدى لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حُلَّة مِنْ سُنْدُسٍ، فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْهَا، فَقَال: "وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَنَادِيلَ سَعْدِ بن مُعَاذٍ في الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا" (٣).

١٦ - وفي رجب من هذه السنة: وفي تبوك صلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلف عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - صلاة الفجر.

[الشرح]

عن الْمُغِيرَةِ بن شُعْبَةَ قال: عَدَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا مَعَهُ في غَزْوَةِ تَبُوكَ قَبْلَ


(١) "سيرة ابن هشام" ٤/ ٩٥.
(٢) المرجع السابق.
(٣) صحيح: أخرجه مسلم (٢٤٦٩)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: فضائل سعد بن معاذ - رضي الله عنه -.

<<  <   >  >>