للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هيأه لشقه قال: "اللهم إني أمسيت راضيًا عنه، فارض عنه". قال: يقول عبد الله بن مسعود: يا ليتني كنت صاحب الحفرة (١).

١٨ - وفي رجب من هذه السنة: وفي مرجعه - صلى الله عليه وسلم - من تبوك هَمَّ نفر من المنافقين، بالفتك به، فأطلعه الله على ما قصدوه، ففشلت خُطَّتهم.

[الشرح]

عَنْ أبي الطُّفَيلِ قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى: إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ الْعَقَبَةَ فَلَا يَأْخُذْها أَحَدٌ، فَبَيْنَمَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُودُهُ حُذَيْفَةُ، وَيَسُوقُ بِهِ عَمَّارٌ إِذْ أَقبَلَ رَهْطٌ مُتَلَثِّمُونَ عَلَى الرَّوَاحِلِ غَشَوْا عَمَّارًا وَهُوَ يَسُوقُ بِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَقْبَلَ عَمَّارٌ يَضْرِب وُجُوهَ الرَّوَاحِلِ، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لِحُذَيْفَةَ: "قَدْ قَدْ" حَتَّى هَبَطَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا هَبَطَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - نَزَلَ وَرَجَعَ عَمَّارٌ فَقَالَ: "يَا عَمَّارٌ هَلْ عَرَفْتَ الْقَوْمَ؟ " فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُ عَامَّةَ الرَّوَاحِلِ، والْقَوْمُ مُتَلَثِّمُونَ، قَالَ: "هَلْ تَدْرِي مَا أَرَادُوا؟ " قَالَ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "أَرَادُوا أَنْ يَنْفِرُوا بِرسولِ الله فَيَطْرَحُوهُ" (٢).

١٩ - وفي وجب من هذه السنة: وفي مرجعه - صلى الله عليه وسلم - من أمر بتحريق مسجد الضِّرار، فأُحْرِق.

[الشرح]

[قال ابن إسحاق -رحمه الله-]

ثم أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نزل بذي أوان -بلد بينه وبين المدينة ساعة من نهار- وكان أصحاب مسجد الضرار قد كانوا أتوه وهو يتجهز إلى تبوك،


(١) "سيرة ابن هشام" ٤/ ٩٦ البجاد: الكساء الغليظ، قال ابن هشام: وإنما سُمِّي ذا البجادين؛ لأنه كان ينازع في الإِسلام فيمنعه قومه ويضيقون عليه حتى تركوه في بجاد ليس عليه غيره فهرب منهم إلى رسول الله، فلما كان قريبًا منه شق بجاده فاتزر بواحد واشتمل بالآخر. اهـ.
(٢) صحيح: أخرجه أحمد (٢٣٦٨٢). بإسناد صحيح.

<<  <   >  >>