للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[كفن النبي - صلى الله عليه وسلم -]

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُفِّنَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ (١) مِنْ كُرْسُفٍ (٢) لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ، أَمَّا الْحُلَّةُ، فَإِنَّمَا شُبِّهَ عَلَى النَّاسِ فِيهَا أَنَّهَا اشْتُرِيَتْ لَهُ لِيُكَفَّنَ فِيهَا، فَتُرِكَتْ الْحُلَّةُ وَكُفِّنَ في ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ، فَأَخَذَهَا عبد الله بن أبي بَكْرٍ، فَقَالَ: لَأَحْبِسَنَّهَا حَتَّى أُكَفِّنَ فِيهَا نَفْسِي، ثُمَّ قَالَ: لَوْ رَضِيَهَا الله-عز وجل- لِنَبِيِّهِ لَكَفَّنَهُ فِيهَا، فَبَاعَهَا وَتَصَدَّقَ بِثَمَنِهَا (٣).

[الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]

لما توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال الناس لأبي بكر - رضي الله عنه -.

يا صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيصلَّى على رسول الله -صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، قالوا: وكيف؟ قال: يدخل قوم فيكبرون ويصلون ويدعون، ثم يخرجون، ثم يدخل قوم فيكبرون ويصلون ويدعون، ثم يخرجون، حتى يدخل الناس، قالوا: يا صاحب رسول الله! يُدفن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. قالوا: أين؟ قال: في المكان الذي قَبض الله فيه روحه، فإن الله لم يقبض روحه إلا في مكان طيب، فعلموا أن قد صدق (٤).


(١) سحولية: بفتح السين وضمها: هي ثياب بيض نقية لا تكون إلا من القطن، وقال آخرون: هي منسوبة إلى سحول مدينة باليمن تحمل منها هذه الثياب.
(٢) الكرسف: القطن.
(٣) متفق عليه: أخرجه البخاري (١٢٦٤) الجنائز، ومسلم (٩٤١) الجنائز.
(٤) رواه بطوله الترمذي في "الشمائل" (٣٧٨)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٦٣٦٧)، وقال البوصيري في "الزوائد" ١/ ٤٠٦: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وأخرجه النسائي في "وفاهَ النبى" (٤٢) وقال الهيثمي في "المجمع" ٥/ ١٨٣: روى ابن ماجه =

<<  <   >  >>