للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على هذه الرواية في قصة بحيرا (١). وكذلك رواية أبي مِجلز لاحق بن حميد (ت١٠٦ هـ) بإسناد صحيح إليه لكنه مرسل (٢). وكذلك مرسل الزهري (٣) وكذلك فإن ثمة روايتين من طريق الواقدي أوردهما ابن سعد وأبو نعيم الأصبهاني (٤). ومثل الواقدي يُستأنس بمرواياته إذا لم يخالف وإن كانت مرواياته لا تنهض للاحتجاج، بل ولا يعتبر بها في تقوية الضعيف عند علماء الحديث.

وقد حاول بعض المستشرقين أن يبني على هذه القصة اتهامات فيها مجازفة علمية حيث زعموا أن النبي تلقى علم التوراة عن بحيرا (٥) إذ كيف يعقل أن يتلقى النبي في سن الثانية عشرة علم التوراة في ساعة الطعام التي التقى خلالها ببحيرا، وهو أمي لا يحسن القراءة والكتابة؟! فضلًا عن حاجز اللغة إذ لم يكن قد وجد في ذلك الوقت توراة ولا إنجيل باللغة العربية (٦). وإذا كان المقصود رد أصول الإسلام إلى التوراة، فأين أثر تعاليم التوراة تلك في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وما بين لقائه ببحيرا وبعثته ثمانية وعشرون سنة!!

أما بالنسبة لمعلوماتنا عن بحيرا فإن المصادر لا تكاد تتفق على شيء بشأنه، بل هي متضاربة في اسمه فمرة جرجيس وأخرى جرجس وثالثة سرجيس ورابعة سرجس (٧). ومرة أنه مشتق من الآرمية معناه المنتخب، وأخرى من السريانية


(١) الطبري: تاريخ ٢/ ٢٧٨.
وابن كثير: البداية والنهاية ٢/ ٢٦٦.
وأبو نعيم: دلائل النبوة ١٢٦
والبيهقي: دلائل النبوة ٢/ ٢٤.
وابن الأثير: الكامل ٢/ ٢٣.
(٢) الذهبي: السيرة النبوية ٢٩.
(٣) أشار إليه الذهبي: السيرة النبوية ٢٩.
(٤) طبقات ابن سعد ١/ ١٢٠ واعتمد عليه ابن الجوزي: صفة الصفوة ١/ ٢٢، ٢٣.
والسيوطي: الخصائص الكبرى ١/ ١٤١.
(٥) غوستاف لوبون: حضارة العرب ١٠٢ ومنتكري واط: محمد في مكة ٧٥.
(٦) دراز: مداخل إلى القرآن الكريم ١٣٥.
(٧) الزرقاني: شرح المواهب اللدنية ١/ ١٩٤ والسهيلي: الروض الأنف ١/ ١١٨ والمسعودي: مروج الذهب ٢/ ٧٥ ودائرة المعارف الإسلامية ٢/ ٣٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>