للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- أو حباشة - سوق بتهامة من نواحي مكة (١) - أو الشام (٢) فربح بتجارتها، وحكى لها غلامها ميسرة الذي صحبه عن أخلاقه وطباعه، فأعجبت به، وقد خطبها لأبيها خويلد بن أسد (٣) فزوجه منها، ويذهب ابن إسحاق إلى أن خديجة كانت في الثامنة والعشرين من العمر (٤)، في حين تذهب رواية الواقدي إلى أنها كانت في الأربعين (٥)، وقد أنجبت خديجة من رسول الله ذكرين وأربع إناث مما يرجح رواية ابن إسحاق، فالغالب أن المرأة تبلغ سن اليأس من الإنجاب قبل الخمسين.

ورغم أن هذه المعلومات لم تثبت حديثيا إلا أنها مشتهرة عند الإخباريين.

وقد سكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت خديجة، ففيه تزوج، وولدت فيه خديجة أولادها جميعاً وفيه توفيت رضي الله عنها، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ساكناً حتى خرج زمن الهجرة فأخذه عقيل بن أبي طالب فيما أخذ (٦).


(١) عبد الرزاق: المصنف ٥/ ٣١٩ - ٣٢١ من مرسل الزهري وانظر معجم ما استعجم للبكري ٢/ ٤١٨.
(٢) ابن إسحاق: سيرة ٥٩ بدون إسناد. وابن سعد: الطبقات ١/ ١٥٥ - ١٥٧ من رواية الواقدي، وهو متروك ولا حاجة بعد سقوط السند من مناقشة ما في المتن من مبالغات كقول الراهب بحيرى: "ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي"، وكقوله: "وهو آخر الأنبياء"!! وأن خديجة رأته حين دخل مكة "وهو راكب على بعيره وملكان يظلان عليه فأرته نساءها فعجبن لذلك" وراجع مناقشة متون وأسانيد هذه الروايات في كتاب أمهات المؤمنين، دراسة حديثية للدكتور عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف وهي أطروحة دكتوراه كتبت بإشرافي وحبذا لو نشرت.
(٣) هذا قول الزهري (المغازي النبوية للزهري ٤٢) وابن إسحاق (سيرة ابن هشام ١/ ٢٠٣) أما الواقدي فيرى أن عمها عمرو بن أسد زوجها لأن خويلد بن أسد مات قبل الفجار (طبقات ابن سعد ١/ ١٣٢ - ١٣٣) ولكن أخباريين آخرين يذكرون أن خويلد بن أسد كان زعيم قومه في حرب الفجار (البلاذري: أنساب الأشراف ١/ ١٠٢ ومحمد بن حبيب: المحبر ١٧).
ويؤيد ابن حجر أن أباها زوجها (فتح الباري ٧/ ١٣٤).
(٤) مستدرك الحاكم ٣/ ١٨٢ من كلام ابن إسحاق دون إسناد.
(٥) طبقات ابن سعد ٨/ ١٧.
(٦) الفاكهي: أخبار مكة ٤/ ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>