للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرآن. فقال أحدهم وهو إياس بن معاذ - وكان غلاماً حدثاً -: "أي قوم! هذا والله خير مما جئتم له. فانتهره أبو الحيسر فصمت، وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم، ورجعوا إلى المدينة، وجرت الحرب بين الأوس والخزرج يوم بعاث، ثم مات إياس بن معاذ، وكان قومه يسمعونه يهلل الله تعالى ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات، فما كانوا يشكون أنه قد مات مسلمًا، فقد استشعر الإسلام في لقائه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك المجلس (١).

وإذا كان الرجلان من الأوس اللذان استشعرا الإسلام لم تذكر المصادر قيامهما بالدعوة في وسط قومهما، فإن البداية المثمرة للاتصال بالأنصار كانت مع وفد من الخزرج في موسم الحج عند عقبة منى.

قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنتم؟

قالوا: نفر من الخزرج.

قال: أمن موالي يهود؟

قالوا: نعم

قال: أفلا تجلسون أكلمكم؟

قالوا: بلى. فجلسوا معه، فدعاهم إلى الله عز وجل وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن .. (٢).

وذكر ابن إسحاق إسلامهم وقيامهم بالدعوة في المدينة (٣) ولعل استشعار الأنصار لحاجتهم إلى عقيدة تربط بينهم بعد التمزق والعداوة التي خلفتها وقعة


(١) سيرة ابن هشام ٢/ ٦٣، ٣٧ بإسناد حسن، وقال ابن حجر إنه من صحيح حديث ابن إسحاق (الإصابة ١/ ١٤٦) ومسند أحمد ٥/ ٤٢٧ من طريق ابن إسحاق أيضاً.
(٢) سيرة ابن هشام ٢/ ٣٧ - ٣٩ بإسناد حسن.
ولم تذكر المصادر وقوع البيعة منهم، ومع ذلك فقد عدَّها بيعة من ذكر وقوع ثلاث بيعات عند عقبة منى وهم ابن عبد البر (الدرر٦٧) وابن سيد الناس (عيون الأثر ١/ ١٥٦) والصالحي (٣/ ٢٦٧). أما ابن إسحاق وابن سعد والطبري فلم يعدوها بيعة.
(٣) المصدر السابق بدون إسناد ..

<<  <  ج: ص:  >  >>