للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أزواجه (رض) (١) ولم يكن يغفل عنهم مطلقاً، بل كانت حالتهم ماثلة أمامه، وقد طلب من ابنته فاطمة (رض) أن تتصدق عليهم لما ولدت الحسن (رض) بوزن شعره من الفضة (٢). وقد جاءه مرة سبي فسألته ابنته فاطمة (رض) خادماً لأنها تعبت من كثرة أعمالها وكلت فأجابها (عليه الصلاة والسلام:) "أخدمكما وأدع أهل الصفة تطوي" وأوضح لها أنه سيبيع السبي وينفقه على أهل الصفة، ويبدو أنها سألته أيضاً أن يعطيها مالاً، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد زار عليا (رض) فوجد أن فراشهما قصير لا يغطيهما فعلمهما كلمات في الدعاء وآثر إعطاء أهل الصفة عليهما وقال: "لا أعطيكم وأدع أهل الصفة تلوي بطونهم من الجوع" (٣). وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بالتصدق على أهل الصفة (٤) فجعلوا يصلونهم بما استطاعوا من خير (٥) فكان أغنياء قريش يبعثون بالطعام إليهم (٦) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوزع أهل الصفة بين أصحابه بعد صلاة العشاء ليتعشوا عندهم، ويقول: "من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث وإن أربع فخامس أو سادس (٧) فيأخذ الصحابة بعضهم ومن بقى منهم يصحبهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى داره فيتعشون معه" (٨).


(١) البخاري: الصحيح - الرقاق باب (١٤) - واستئذان باب (١٤) وأحمد: المسند ٢/ ٥١٥، ٣/ ٤٢٩، ٤٩٠.
وابن ماجة: سنن -كتاب المساجد والجماعات- باب النوم في المسجد وأبو نعيم: الحلية ١/ ٣٣٨ - ٣٣٩ والسمهودي: وفاء الوفا ١/ ٣٢٢ - ٣٢٣.
(٢) البيهقي: سنن ٩/ ٣٠٤
(٣) أحمد: المسند ١/ ٧٩،١٠٦
(٤) المصدر السابق ٦/ ٣٩١ والحلية ١/ ٣٩٩.
(٥) الحلية ١/ ٣٤٠.
(٦) الحلية ١/ ٣٧٨.
(٧) البخاري - الصحيح- كتاب المواقيت- باب السهر مع الضيف والأهل.
(٨) المصدر السابق وابن سعد: الطبقات ١/ ٢٥٥ والحلية ١/ ٣٣٨، ٣٤١، ٣٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>