للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد أرسل جبريل ليزلزل حصونهم ويقذف في قلوبهم الرعب (١) وأوصاهم أن (لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة) كما في رواية البخاري (٢) - أو الظهر - كما في رواية مسلم (٣). وقد حان وقت العصر وبعضهم في الطريق فمنهم من صلى ومنهم من أخر وأقر النبي الطرفين فقد اجتهدوا في مراده من أمره. ومن أخر صلاها بعد العشاء الآخرة كما وضح ابن إسحق (٤).

وقد جمع العلماء بين روايتي البخاري ومسلم بالقول باحتمال أن يكون بعضهم قد صلى الظهر قبل الأمر وبعضهم لم يصلها فأمر من لم يصلها أن لا يصلي الظهر ومن صلاها أن لا يصلي العصر، وقيل باحتمال أن تكون طائفة قد ذهبت بعد طائفة فقيل للأولى الظهر وللثانية العصر (٥).

وخرج النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه إلى بني قريظة واستخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم (٦) وإن لم يثبت بحديث صحيح لكنه مما يتساهل في قبوله.

وقد وردت آثار مرسلة تتقوى ببعضها إلى رتبة الحسن لغيره تفيد أنه بعث عليا على المقدمة برايته (٧).

وانفرد ابن سعد بذكر عدد جيش المسلمين وعدد خيلهم فذكر أنهم كانوا ثلاثة آلاف رجل معهم ستة وثلاثون فرساً (٨).

وتختلف الروايات في مدة حصاره لبني قريظة أكان شهراً (٩) أم خمساً وعشرين


(١) البخاري: الصحيح ٣/ ٢٤، ١٤٤.
(٢) البخاري: الصحيح ٣/ ٣٤.
(٣) مسلم: الصحيح ٥/ ١٦٣.
(٤) سيرة ابن هشام ٣/ ٧١٦ - ٧١٧ من مراسيل معبد بن كعب بن مالك وهو مقبول من الثالثة.
(٥) ابن حجر: فتح الباري ٧/ ٤٠٨ - ٤٠٩.
(٦) ابن هشام: السيرة ٣/ ٧١٦ وابن سعد ٣/ ٧٤ وكلاهما دون إسناد
(٧) سيرة ابن هشام ٣/ ٧١٦ - ٧١٧ وفتح الباري ٧/ ٤١٣.
(٨) ابن سعد ٣/ ٧٤ وابن سيد الناس: عيون الأثر ٣/ ٦٨ دون إسناد.
(٩) تاريخ الرسل والملوك ٢/ ٥٨٣ بلفظ الشك من الراوي بين الشهر والخمس وعشرين ليلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>