للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزاد ابن حجر عليهم في الإصابة اثنين آخرين (١). ولم يذكر أنه صلى الله عليه وسلم صلى عليهم وهي السنة في الشهداء ولم ينقل أحد منهم من بدر ليدفن في المدينة.

فلما كان اليوم الثالث ببدر وقف على أربعة وعشرين رجلا منهم من صناديد قريش في إحدى الآبار فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم ويقول: "أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فقال عمر: يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح لها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم".

قال قتادة: " أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخا وتصغيرا ونقمة وحسرة وندما" (٢).

ولم يطلب الرسول صلى الله عليه وسلم قافلة أبي سفيان بعد بدر فقد وعده الله إحدى الطائفتين وأنفذ له وعده بالنصر على جيش المشركين (٣).

وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالمحافظة على حياة بعض المشركين الذين خرجوا إلى بدر مكرهين خائفين من لائمة قومهم، ومنهم من قدم يدا للمسلمين في العهد المكي، وقد سمى منهم بني عبد المطلب - وفيهم عمه العباس بن عبد المطلب - وأبا البختري بن هشام (٤)، فطلب من المسلمين أن يأسروهم (٥) وقد تم أسر العباس بن عبد المطلب، وأما أبو البختري فقد أصر على القتال فقتل (٦).


(١) ابن حجر: الإصابة ٣/ ٣٢٨، ٦٠٨ وهما معاذ بن الحارث وهلال بن المعلي بن لوذان.
(٢) فتح الباري ٧/ ٣٠٠ من رواية البخاري.
(٣) أنظر: أحمد: المسند ٣/ ٣٢٠، ٤/ ٣١٣، ٥/ ٥ بإسناد صححه أحمد شاكر وجوده ابن كثير وحسنه الترمذي (ابن كثير: تفسير ٢/ ٢٨٨ وتحفة الأحوذي ٨/ ٤٧١).
(٤) كان ممن قام بنقض صحيفة المقاطعة بمكة، وان لا يؤذي المسلمين (البداية والنهاية ٣/ ٢٨٥).
(٥) مسند أحمد ٢/ ٧٦ - ٧٧ بإسناد صحيح كما يقول أحمد شاكر.
(٦) البداية والنهاية ٣/ ٢٨٥ وسيرة ابن هشام ٢/ ٦٩ - ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>