للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خروج أم سلمة أيضاً في هذه الغزوة لم يثبت (١). وخروج عائشة يدل على جواز خروج النساء في الغزو، وقد تقدم في غزوة أحد ذكر ذلك وبيان حدوده.

ومن الأحكام ثبوت إقامة الحد على القاذفين.

ومنها جواز استرقاق العرب كما حدث في الغزوة وهو قول جمهور العلماء (٢).

وقد أجمع العلماء قاطبة على أن من سب عائشة رضي الله عنها بعد براءتها براءة قطعية بنص القرآن، ورماها بما اتهمت به فإنه كافر لأنه معاند للقرآن (٣).

ومن الأحكام التي عرفت في هذه الغزوة حكم العزل عن النساء حيث سأل الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم عنه فأذن به وقال: "ما عليكم ألا تفعلوا، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة" (٤). فذهب الجمهور إلى جواز العزل عن الزوجة الحرة بإذنها (٥).

وفي حادثة الإفك توضيح دقيق لبشرية الرسول صلى الله عليه وسلم فقد تأثر أبلغ التأثر لرمي المنافقين زوجه. ومع حرصه عليها وحبه لها ولأبيها، فإنه لم يتمكن من الكشف عن الغيب أو استحضار الوحي الذي انقطع عنه شهراً ليجري عليه الابتلاء والامتحان. فلو كان الوحي إلهاماً أو تألقاً عقلياً - أي انبثاقاً من فكرة - فإن الحوافز الكثيرة التي أثرت في كيانه وأقلقت فكره وحفزت عاطفته كانت كفيلة بانطلاق الوحي لإنهاء الصراع والقلق والألم في نفسه عليه الصلاة والسلام ولكن الرسول كما حكى القرآن {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} (٦) ولا سلطان له على الوحي ولا يقدر على استحضاره ولا الإضافة إليه {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ


(١) مغازي الواقدي ٢/ ٤٢٦.
(٢) فتح الباري ٥/ ١٧٠ والشافعي: كتاب الأم ٤/ ١٨٦، ومجد الدين ابن تيمية: منتقى الأخبار ٧/ ٢٤٥ و ٨/ ٤ (مع نيل الأوطار).
(٣) ابن كثير: تفسير ٣/ ٢٧٦ وشرح صحيح مسلم للنووي ٥/ ٦٤٣.
(٤) صحيح البخاري ٣/ ١٢٩، ٥/ ٩٦، ٧/ ٢٩، ٨/ ١٠٤.
(٥) الطحاوي: معاني الآثار ٣/ ٣٠ - ٣٥ والشوكاني: نيل الأوطار ٦/ ٢٢٢ - ٢٢٤.
(٦) سورة الكهف: آية ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>