للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان تفوق المشركين العددي كبيراً فقد بلغوا عشرة آلاف مقاتل (١)، وذكر ابن سعد أن قريشاً وأحابيشها ومن قدم معها من العرب كانوا أربعة آلاف ومعهم ثلثمائة فرس وألف وخمسمائة بعير ثم التحق بهم بنو سليم بمر الظهران وهم سبعمائة (٢).

وأضاف ابن الجوزي أن فزارة كانوا ألف رجل، وأشجع كانوا أربعمائة رجل وبنو مرة كانوا أربعمائة (٣). وبذلك يكون جملة العدد ستة آلاف وخمسمائة مقاتل، وتكون بقية العشرة آلاف مقاتل من بني أسد وبقية غطفان.

وأما جيش المسلمين فقد ذكر ابن إسحق أنهم ثلاثة آلاف مقاتل (٤). وتابعه جمهور علماء السيرة. وجزم ابن حزم أنهم سبعمائة فقط (٥)، وقد بنى ذلك على أساس أن المسلمين كانوا سبعمائة بأحد وبينها وبين الخندق في رأيه سنة واحدة فمن أين صار للمسلمين ثلاثة آلاف مقاتل!!.

ورأي ابن حزم الذي جزم بصحته لا يصح، فالذين شهدوا الوليمة وحدهم في بيت جابر بن عبد الله كانوا ألفاً كما في الحديث الصحيح. والذين كانوا يقومون بالدوريات لحراسة المدينة كانوا خمسمائة (٦)، فكيف يكون سائر الجيش تسعمائة!!. وما بين أحد والخندق سنتان وقد كبر من الصبيان عدد ممن لم يشهدوا أحداً لصغر سنهم، وقام المسلمون بنشاط كبير في الدعوة إلى الإسلام رغم الأخطار، وكانت الهجرة إلى المدينة تعقب دخول الإسلام، فلا غرابة إذا ما زاد عدد جيش المسلمين.


(١) سيرة ابن هشام ٢/ ٢١٥ دون إسناد، وتفسير الطبري ٢١/ ١٢٩ - ١٣٠ من مرسل عروة وغيره، وفتح الباري ٧/ ٣٩٣ من طريق ابن إسحق بأسانيده.
(٢) الطبقات الكبرى ٢/ ٦٦.
(٣) الوفا بأخبار المصطفى ٦٩٢.
(٤) سيرة ابن هشام ٢/ ٢٢٠ دون إسناد.
(٥) جوامع السيرة ١٨٧.
(٦) ابن سعد: الطبقات الكبرى ٢/ ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>