للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُوسَى بنِ الفَضْلِ بنِ شَاذَانَ الصَّيرْفيَّ النَّيْسَابُورِيَّ، المتوفَّى سنةِ (٤٢١)، والإمَامَ الحَافِظَ المُصَنِّفَ أَبا بَكْرٍ أَحْمَدَ بنَ عَلِيِّ بنِ مُحمَّدِ بنِ إبْرَاهِيمَ بنِ مَنْجُويه الأَصبَهَانِيِّ، نَزِيلَ نَيْسَابُورَ، المُتَوفَّى سنة (٤٢٨)، وسَمِعَ فِيها أَيْضًا الإمَامَ المُحَدِّثَ الجَلِيلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ حَمْدانَ النَّصْرَويِي النَّيْسَابُورِيَّ، المُتَوفَّى سنةَ (٤٣٣)، والمُحَدِّثَ مُحمَّدَ بنَ عَبْدِ الله بنِ أَحْمَدَ الرِّزْجَاهِيَّ، وسَمِعَ فِيها أَيْضًا الإمَامَ الحَافِظَ مُسْنِدَ خُرَاسَانَ أَبا بَكْرٍ أَحْمَدَ بنَ الحَسَنِ الحِيْرِيَّ الشَّافِعيَّ قَاضِي القُضَاةِ (ت٤٢١)، ولكنْ قالَ الذَّهَبِيُّ: (مَا رَوَى عنهُ لا هو ولا أَبو إسْمَاعِيلَ الأَنْصَارِيُّ لأَشْعَرِيَّتهِ) (١).


(١) السير ١٨/ ٣٥٠.
قلت: كان أبو بكر الحِيري هذا شيخ خُراسان عِلْما ورئَاسةً وعلو إسناد، وكان إماما مصنفا عارفا بمذهب الشافعى، وعدم رواية أبي القاسم بن منده عنه لا تضره، فإن الخلاف بينهما إنما هو خلاف يسوغ فيه الاجتهاد وإبداء الرأي، ولا يعارض قاطعا من الكتاب، والسنة، وإجماع الأمة، وعلى طالب العلم أن يترفّع عن الخلافات التي تحدث بين العلماء، فإن لأقوالهم محامل، ومَن كثُرت حسناته وعظُمَت، وكان له في الإِسلام تأثيرٌ ظاهر فإنه يحتمل منه ما لا يحتمل لغيره، ويُعفى عنه ما لا يعفى عن غيره، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر في حاطب بن أبي بلتعة في قصته المشهورة: (وما يدريك لعلَّ الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)، وللإمام ابن القيم كلام نفيس في هذا الموضوع حيث قال في كتابه إعلام الموقعين ٣/ ٢٨٣: (... ومن له علمٌ بالشرع والواقع يعلم قطعًا أنّ الرجل الجليل الذي له في الإِسلام قَدمٌ صالح وآثارٌ حسنة، وهو من الإِسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلّة هو فيها معذورٌ، بل مأجورٌ لاجتهاده، فلا يجوز أن يُتّبع فيها، ولا يجوز أن تُهدر مكانته وإمامته في قلوب المسلمين)، وما أحلى قول الإِمام تاج الدين السبكي وهو يتحدث عن الخلاف بين الإِمام أحمد وبين الإِمام الزاهد الحارث المحاسبي، فقال في طبقات الشافعية الكبرى ٢/ ٢٧٨: (ينبغي لك أيها المسترشد أن تسلك سبيل الأدب مع الأئمة الماضين، وأن لا تنظر إلى كلام بعضهم في بعض إلا إذا أتى ببرهان واضح، ثم إن قدرت على التأويل، وتحسين الظن فدونك، وإلا فاضرب صفحا =

<<  <  ج: ص:  >  >>