للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِسَحَرٍ فَيَجْلِسُ عَلَى البَيْتِ يَنْظُرُ إلى الفَجْرِ، فإذا رآهُ [تَمطَّى] (١) ثُمَّ قال: اللَّهُمَّ إنِّي أَحْمَدُكُ، واسْتَعِينُكَ علَى قُرَيْشٍ أَنْ يُقِيمُوا دِينَكَ، قالَتْ: ثُمَّ يُؤَذِّنُ، قَالَتْ: واللهِ مَا عَلِمْتُهُ كانَ تَرَكَها لَيْلَةً وَاحِدَةً (٢).

أَخْبَرنا أَبِي رَحِمَهُ اللهُ، أَخْبَرنا أَبو عَمْرو أَحْمَدُ بن مُحمَّدِ بنِ إبْرَاهِيمَ، ومُحمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المُنْذِرِ قالَا: حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ النَّضْرِ، ح:

وأَخْبَرنا مُحمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَهْدِيٍّ الكُرَاعِيُّ بمَرُو، أَخْبرَنا أَبو العَبَّاسِ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ النَّضْرِيُّ، حدَّثنا أَبو بَكْرٍ مُحمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ النَّضْرِ الأَزْدِيُّ، حدَّثنا أَبو عَمْرو مُعَاوِيةُ بنُ عَمْرو، عَنْ أَبي إسْحَاقَ الفَزَارِيِّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَمْرو، عَنْ عَطَاءٍ، قال: لمَّا نَزَلَتْ هَذِه الآيةُ: {تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} [سوة النساء، الآية:٩٧] قالَ المُسْلِمُونَ: هَلَكَ إخْوَانُنُا، يَعْنُونَ الذينَ بِمَكَّةَ، فَنَزلَتْ الآيةُ الأُخْرَى: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} الآيةَ، فقالَ المُسْلِمُونَ: عُذِرَ إخْوَانُنُا، فَبَعَثُوا إليهِم بالآيَتَين فقالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُم: واللهِ مَا لَنا مِنْ عُذْرٍ، إنَّ بِنَا لَقُوَّةٍ، وإنَّا لَنَهْتَدِي السَّبِيلَ، فَخَرَجُوا، فَلَحِقَهُم المُشركُونَ، فَمِنْهُم مَنْ قُتِلُوا، ومِنْهُم مَنْ أَعْجَزَهُم فَنَجَا، ومِنْهُم مَن ارْتَدَّ عَلَى عَقِبَيِّهِ، فَنَزلَتْ هَذِه الآيةُ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} [سورة العنكبوت، الآية:١٠] ونَزَلَتْ الآيةُ الأُخْرَى: {وَمِنَ


(١) جاء في الأصل: (تمطر)، وهو خطأ، قال في عون المعبود ٢/ ١٥٣ (معنى الحديث تمدد بلال لطول جلوسه).
(٢) رواه أبو داود في سننه (٥١٠) عن أحمد بن محمد بن أيوب به، ورواه من طريقه: البيهقي في السنن ١/ ٤٢٥.