للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم تزل الجزائر من ذلك الحين صالحة للفلاحة وتربية الحيوانات التي تكلم عليها سالوست. والعمارة الفلاحية كانت تمتد الى حد الجزائر الغربي. وكانت مصيصيليا أغنى من مصيليا رجالا ونتائج أرض.

وكان البربر يفتخرون بكثرة النسل. قال اغسال: " ويرون أفريقية أكثر من غيرها في ولادة التوأم " ومراده بأفريقية ما يشمل الجزائر. ولم يزل هذا الخلق الى اليوم بزواوة. قال أبو يعلى الزواوي: ومن عادات زواوة أنهم " يقلدون المرأة التي أَذْكَرَتْ نوعا من الحلي خاصا بالجبهة " (١).

وبتقدم العمران تقدمت الحضارة. قال اغسال: "ولم يكن جميع من تحت هؤلاء الملوك متوحشين؛ فقد شيدت المباني العجيبة من منازل وصوامع وقصور وقباب ومعابد. كل ذلك على نمط الفن الفينيقي أو الفن الأفريقي المركب من الفنين الفينيقي والاغريقي.

[٦ - ذكر بعض رؤساء البربر]

لم تظهر بالوطن البربري دول عظام وملوك فخام إلا عندما أخذ الطمع الاشعبي يدفع رومة لامتلاك وطنهم، واصطدمت بقرطاجنة. فحينما دب الهرم في دولة قرطاجنة ونخرت أعظمها من حروب اليونان والرومان أراد البربر أن يحفظوا استقلالهم فكان منهم ملوك سنرى أخبارهم فيما يلي هذا الفصل.

واستغناء البربر أولا عن تأسيس دولة ثم التجاؤهم ثانيا يظهر سره فيما أجاب به النعمان بن المنذر كسرى وقد عاب أمامه العرب


(١) تاريخ الزواوة ص ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>