للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذلك سوى ما يتفق ورغبة مصينيمسا. حيث أنه هو الذي رشح مصيبسا للملك وكان يعطي رئاسة الجند لولده غولوسة منذ كان حيا.

ولما سقطت قرطاجنة في يد الرومان بقي مصيبسا على عرشه لم يضره ذلك السقوط ولم يزعجه جوار الرومان لحدوثه. ثم مات أخواه فاستقل بالملك سنة (١٤٥). واعتاض عنهما بابنيه آذر بعل وهيمصال. وكان لاخيه منستابعل ابن تلوح عليه آيات الفطانة والشجاعة يدعى يورغوطة. فأضافه إلى ولديه ونزله منزلتهما. ووجهه مرة سفيرا عنه إلى رومة.

كان مصيبسا مسالما للرومان جريا على سياسة والده ووصيته. وكان يعين رومة في حروبها. ففي سنة (١٣٣) كانت مشتغلة بحرب ضروس. فأعانها بجيش جعله تحت قيادة يوغورطة. يقول بعض المؤرخين: ولعله كان يريد من ارسال يوغووطة الى هذه الحرب هلاكه والاستراحة منه. لانه كان يخشى منه مناهضة ابنائه.

كانت مملكة مصيبسا تشمل ما بين ملوشات (١) غربا والسرت (٢) شرقا. فهي عبارة عن وطن الجزائر اليوم وبعض تراب مراكش غربا. ان قلنا- كما هو الصحيح- ان ملوشات هو ملوية. وتمتد شرقا الى تراب طرابلس لا ينقص منها إلا الولاية الرومانية الضيقة بعمالة تونس.

وقد سار هذا الملك بهذه الدولة الواسعة سيرة محمودة. ودبرها


(١) هو ملوية وقيل المقطع.
(٢) السرت أسم لخليجين احدهما خليج قابس وثانيهما خليج طرابلس. والثانى هو المراد حسبما تفيده عبارات المؤرخين في غير موضع.

<<  <  ج: ص:  >  >>