للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اشتراها " (١) وزاد بنجاته من بطش رومة بعد ما مثل بين يديها جرأة وأصبح لا حد لاقدامه.

بقيت صدور الرومان وغرة على يوغورطة. فأرسلوا إلى ألوس- وكان قائدا بأفريقية- يأمرونه بالهجوم على يوغورطة، وأنهم لم يرتضوا الاتفاق الواقع بينه وبين بستيا. امتثل هذا القائد وهجم على يروغورطة. ولكن ذلك الهجوم أعقبه انهزام. فإن يروغورطة هجم بجنوده على ألوس وجيوشه على حين غفلة وقد كان ألوس طامعا في فتح ستول (قالمة) وأخذ ما فيها من أموال يروغورطة ومؤنه وذخائره. خاب أمل ألوس وخضع ليوغورطة خضوعا شائنا لشرف رومة: إذ أجله عشرة أيام للخروج من نوميديا، وأبقى جنده تحت الذمة. وذلك سنة (١٠٩). واعتذر لخيبة ذلك القائد بأنه كان ضعيف الرأي والوقت وقت شتاء. وارى ان ضعفه إنما هو بالقياس إلى يوغورطة، وإلا فكيف تعتده دولته لقيادة حرب ضد رجل لا تخفى عليها مهارته الحربية؟

ساء رومة انكسار قائدها وبقاء جنودها تحت ذمة من كانت ترجو أن يكون تحت ذمتها. فعين شيوخ دولتها مكان ألوس أخاه ألبينبوس. فلم يجد هذا القائد أيضا نفعا لعجزه أو جهله أو تقصيره.

بعد هذه الخيبات التي كل واحدة منها تربو على ما قبلها جد جد الدولة. فاختارت من بين رجالها رجلا مخلصا لدولته نزيها عن الرشوة عارفا بمهمته الحربية من أهل الطبقة العليا. هذا الرجل هو ميتلوس. وكان يوغورطة يعرفه ويعرف منه تلك الصفات. وكانت


(١) المباعة من اباع الشيئ عرضه للبيع. وعلى هذا المعنى حمل قول الشاعر:
وَرَضِيتُ آلاَءَ الْكُمَيْتِ فَمَنْ يُبِعْ ... فَرَساً فلَيْسَ جَوَادُنَا بمُبَاعِ

<<  <  ج: ص:  >  >>