للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من عظمتها. وقد استفادت رومة من سياستها تلك واعانة بعض البربر لها فوائد لا تقدر الجيوش الجرارة على تحقيقها، بيد أنها لم تفز بها الا بعد أزمان لان مطامعها في الجزائر ابتدأت منذ عصر مصينيسا ولم تستول عليها ذلك الاستيلاء المثقوب الا بعد بطليموس.

٣ - الجند الروماني: فان رومة مهما اضطرت للحرب جاءت بجنودها والجندي الروماني معروف باخلاص الطاعة والصبر على الاتعاب. ولم تحتج رومة في فتح الوطن البربري الى جيوش كثيرة لانها لم تجد أمامها جيشا منظما تنظيم جيشها الا في حرب زامة وحروب يوغورطة وتقفاريناص.

ولم تكن لتأمن وثورات البربر لا سيما واستيلاؤها على الوطن الجزائري غير عام ولا ثابت الاركان. فاتخذت حامية بتبسة تراقب البروقنصلية (تونس) ونوميديا (قسنطينة)، وحامية لمراقبة موريطانيا الشرقية (الجزائر ووهران) وموريطانية الغربية (مراكش).

أما حامية تبسة فتدعى "الفرقة الثالثة الاغسطية" نسبة الى اغسطس قيصر. وكان بها ستة آلاف جندي وفي رواية (٥٥٠٠) وهذه هي الفرقة الكبرى وهناك فرق أخرى مشاة وفرسان يبلغ جميعها نحو ثلاثة عشر الفا، وهذه الفرق مدد لتلك الفرقة.

وتلك الفرقة الثالثة رومانية من خيرة جنود رومة، وبها كثير من الغاليا، وبعد حين صار الرومان يعلمون البربر ويجندونهم. ومنذ الثلث الثاني من القرن الثاني استغنت رومة بجنود البربر عن جلب الجنود من الخارج الى الفرقة الثالثة، فصارت هذه الفرقة متركبة من جنود البربر وابناء قدماء الجنود الرومانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>