للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المؤرخين من جزم بنفي دخول الحواريين الى الشمال الافريقي. ونسب نشر خبر الكنيسة بهذا الوطن اما الى تجار شرقيين لوجود الواصلة بين الشرق وقرطاجنة، واما الى الرومان الذين تمسحوا وقدموا افريقية.

ومن المؤرخين من أثبت دخول بعض الحواريين الى افريقية نقل البكري عن اسحق بن عبد الملك الملشوني انه قال: "لم يدخل افريقية نبي قط. واول من دخلها بالايمان حواي عيسى بن مريم عليهما السلام" (١).

وفي ابن خلدون أن الذي دخل افريقية من الحواريين فليبس. وقال القيرواني: اسمه متى العشار. وابن خلدون ذكر متى العشار، وانه أرسل الى أرض السودان والحبشة. ومراد ابن خلدون بافريقية وطن تونس.

وكيفما كان الحال فان انتشار المسيحية بافريقية مقارن لانتشاره


(١) المغرب ص٤٥. واسحاق الملشوني ذكره البكري ص٥٢ وأباه. وقال فيهما: "عالمان يحمل عنهما العلم". وقال عن ملشون: " قرية من قرى بسكرة".
ومن هذا النقل عن عالم جزائري صحراوي قديم مشهود له بالصدارة في العالم- تعلم ان لا صحة لاعتقاد العامة وجود خالد بن سنان العبسي بوطننا. وزيارتهم لمكان زعموا انه ضريحه. قال صاحب المؤنس ص ١٨: ومنهم من قال بل دخلها) افريقية) خالد بن سنان زمن الفترة. ولكن لم يدخلها بدعوة. قال: "وانكر بعض الفقهاء ذلك وصححه آخرون".
وليس التاريخ ما يؤيد تصحيح وجود خالد بصحراء الجزائر. وليس من المعقول ان يأتي نبي من جزيرة العرب الى هذا الوطن البربري من غير ان يكَون مرسلا الى أهله. هذا على فرض ان يكون خالد نبيا. والصحيح ايضا خلافه.

<<  <  ج: ص:  >  >>