للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاهواء ودعاية الكيد للاسلام عامة والعرب خاصة (١).

وان عذلت في هذا الاستطراد القصير فسيعذرني من رأى تحامل هؤلاء الرهاط على الاسلام والعرب متسترين بالفلسفة النظرية متجاهلين الحقائق الواقعية.

اعتز العرب بهذا الدين واتحدت كلمتهم واستجدت قوتهم. فعظمت دولتهم وتمكنت في قلوب الاعداء هيبتهم. فأخذوا يفتحون البلدان ويستولون على الاوطان بسرعة ليس لها في تاريخ البشر مثيل. وليس ذلك بتقدمهم على الامم الاخرى في الفنون الحربية


(١) اشتد كلب الزارين على الاسلام والعرب في هذه الايام لظهور دولة عربية اسلامية هي دولة عبد العزيز بن السعود. وقد رأيت في عدد واحد من الهلال (الجزء الخامس من السنة السادسة والثلاثين) التي تدعى بعدها عن السياسة والدين التحكك بالاسلام في ثلاتة مواضع: الاول (ص٥٥٥) جاء فيه ان الاباحة اوفق من الحظر وان الجبر شر منه. ومثل للجبر بجبر الوهابيين الناس على الصلاة. وخفى عليه ان ضرر الجبر انما يكون اذا كان المجبور غير معتقد الخير فيما اجبر عليه. وهؤلاء مسلمون يرون الصلاة أهم ركن في دينهم الذي يرون نسبتهم لغيره سبة لا نظير لها.
الثاني (ص٦١١) جاء فيه ان المنع أحسن من الاباحة، نقيض الاول. ولكن سهل هذا التناقض ان الاول ضد الجبر على الصلاة والثاني ضد اباحة الطلاق. وكلاهها يتفقان مغزى.
الثالث (ص٥٨٦) جاء فيه ان الجرئم تكثر تبعا للحضارة وتقل مع البداوة "والوهابيون في نجد أقل جرائم منا ودعائم الامن أرسخ عندهم مما هي عندنا، لا لانهم اكثر خشية للعقوبة بل لان وسائل الجريمة عندهم قليلة لا تتعدى سرقة الماشية أو الملابس" ولا أدري أهذا الفيلسوف .. يعتقد أن الحجاز على عهد الاتراك والشريف حسين كان ارقى حضارة منه على عهد ابن السعود؟ لا يا فيلسوف! انه لا علاج للاجرام غير التهذيب الديني وعدل الحاكم، ولا سبب لكثرتها غير استبدال الايمان بالمادة بالايمان باله عالم قادر.

<<  <  ج: ص:  >  >>