للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانتصر عليها. وملك القيروان. واصبح المغرب خارجا عن قبضة الخليفة بالمشرق.

وفي سنة (١٤٤) وجه المنصور العباسي محمد بن الاشعث الخزاعي واليا على المغرب. فقاتل ابا الخطاب. وقتله. وملك القيروان. ولكن ثورات البربر لم تنقطع. وأشدها ما كانت أيام عمر بن حفص من آل أبي صفرة. فقد ذهب هذا الوالي لادارة سور بطبنة قاعدة الزاب. فحاصره البربر بها في جموع لا تحصى. وكان من رؤسائهم أبو قرة اليفرني في أربعين ألفا، وعبد الرحمن بن رستم في خمسة عشر ألفا، والمسور بن هانيء الزناتي في عشرة آلاف، ولم يتخلص عمر بن حفص من هذا الحصار الا بالدهاء. فاستمال بعض الرؤساء بالمال. وأعمل الحيلة في تفريق كلمتهم. فانجلوا عنه. وذهب الى القيروان. فحاصره البربر بها أيضا. وقتل في مدافعتهم.

توصل البربر بثوراتهم المتكررة الى اضعاف السلطة العربية. وأعانهم على ذلك- من غير قصد- آل عقبة بن نافع. واستقل البربر بجهات من المغرب. ولم يبق للعرب منه الا ما يقرب من نصفه.

[١١ - ولاة المغرب من قبل الخلفاء]

فتح العرب المغرب ثم الاندلس. فكان ما فتح من المغرب كله ولاية واحدة، والاندلس تابعة لها. وقاعدة المغرب هي القيروان. ينزل بها الولاة من قبل الخلفاء، ويولون العمال في النواحي، ينزلون مدنا معتبرة هي القواعد لتلك النواحي.

وكانت طبنة هي قاعدة الزاب من الوطن الجزائري. وهي مدينة قديمة من العصر الروماني. ذكر البكري: ان لها خمسة ابواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>