للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمشرق أمر. وقد علم ما عليه المغرب من ضعف سلطان بني الغباس به. فقصده. ومر بمصر. وكان صاحب بريدها الى المغرب يتشيع. وهو واضح المعروف بالمسكين مولى لصالح بن المنصور. فحمله الى المغرب.

وقد ساق البكري حديث نزوح ادريس الى المغرب نقلا عن ابي الحسن النوفلي. قال: "قال النوفلي ان ادريس ابن عبد الله انهزم فيمن انهزم من وقعة حسين صاحب فخ .. فاستتر مدة. وألح السلطان في طلبه. فخرج به راشد، وكان عاقلا شجاعا أبدا ذا حزم ولطف، في جملة الحاج منحاشا عن الناس، بعد أن غيه زيه والبسه مدرعة وعمامة غليظة. وصيره كالغلام يخدمه. وان امره ونهاه أسرع في ذلك. فسلما حتى دخلا مصر ليلا. فبينما هما متحيران يمشيان في بعض طرقها لا هداية لهما بالبلد، اذ مرا بدار مشيدة يدل ظاهرها على باطنها ونعمة أهلها. فجلسا في دكان على باب الدار فرآهما صاحب الدار. فعرف فيهما الحجازية. وتوسم في خلقتهما الغربة فقال أحسبكما غريبين. قالا نعم. قال وأراكما مدنيين. قالا نعم. نحن كما ظننت. فاذا الرجل من موالي بني العباس. فقام اليه راشد. وقد توسم. فيه الخير، فقال له يا هذا قد أردت أن ألقي اليك شيئا. ولست أفعل حتى تعطيني موثقا أن تفعل احدى خلتين اما اويتنا وتتقرب الى الله بالاحسان الينا وحفظت فينا نبيك محمدا (ص)، وان كرهت ما القيته اليك سترته علينا. فأعطاه على ذلك موثقا. فقال له هذا ادريس بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن ابي طالب خرج من موضعه مع حسين بن علي. فسلم من القتل. وقد جئت به أريد بلاد البربر. فانه بلد ناء لعله يأمن فيه ويعجز من يطلبه. فأدخلهما منزله. وسترهما حتى تهيأ خروج ورفقة الى افريقية فاكترى لهما جملا وزودهما وكساهما. فلما عزم القوم على الشخوص

<<  <  ج: ص:  >  >>