للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - القبور: واما القبور فقد وجدت متفرقة ومجتمعة فوق الكهوف والهضاب. وهي مبنية بحجارة غير مصنوعة او بها أثر ضعيف من الصنع، وملتصقة من غير ربط بطين ونحوها. يتخذون عليها صومعة من حجر كقالب السكر. وكثيرا ما يجعلون عليها صفيا عريضة ويحوطونها بصف من الحجارة. ثم أخذ من خلف الاولين منهم يقلل من هذه الاعمال القبورية حتى صاروا يكتفون بحياطتها بدائرة حجرية ويدعون الصندوق الحجري بارزا على سطح الارض بعد ما كانوا يضعون عليه حجارة كثيرة.

ولهم في الدفن طريقتان: الاولى وضع الميت بمحل وقتي حتى ينفصل لحمه عن عظمه ثم يجمعون عظام الاموات ويضعونها في قبر واحد، الثانية ان يفصلوا اللحم عن العظم ما عدا المختلط بالعظام ثم يدفنون الهالك جالسا ملتصقا بطنه بفخذيه ولحاه بركبتيه ويجعلون معه اواني ببعضها طعام ويضعون معه أيضا اسلحة واشياء من زينتهم.

وقبور اهل هذا العصر كثيرة بوطن الجزائر، والبربر يدعونها قبور الجهلاء. وهي ترجع في تاريخها الى العصر الحجري الذي انقرض اصحابه منذ امد بعيد.

٣ - الآلات الحيوية: واما مصنوعاتهم الآلية لحياتهم: فمنها هراوي حجرية عديمة الاتقان، مساحي، مناقير، وجدت هذه الاشياء بطلل دار قرب معسكر. ومنها آلات واسلحة مثل الاولى، عثر عليها قرب الرمشي (مونطانياك).

ومنها فؤوس كثيرة حجرية متقنة الصنع، ابر من عظام متقنة أيضا ومنها أوانٍ من طين مزينة بصور. اكتشفت بجهات سطيف وعين مليلة والعين البيضاء، ووجد معها اشياء من الاسلحة والآلات ومنها محكات لدبغ الجلود واشاف واوعية من خشب.

وهذه الآثار مختلفة في درجة الاتقاق حسب اختلاف ازمنتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>