للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان النرمان مغرمين بالحضارة الحمادية، فوضعوا قصور بلرم على شكل قصور بجاية، وكان قصرا زيزة وكوبة ببلرم شديدي الشبه بقصور اللؤلوة والكوكب وأميميون".

وكان محمد بن حماد ببجاية ولوعا بندب آثار اسلافه الحماديين بالقلعة وما حولها من الامكنة، فمن ذلك قوله:

أين العروسان لا رسم ولا طلل ... فانظر ترى ليس الا السهل والجبل

وقصر بلارة أودى الزمان به ... فاين ما شاد منه السادة الاول

قصر الخلافة ابن القصر من خرب ... غير اللجين وفي ارحابها زحل

وليس يبهجني شيء أسر به ... من بعد أن نهجت بالمنهج السبل

وما ورا الكوكب العلوي معتصم ... وقد عرا لكوكب التغيير والندل

وقد عفا قصر حماد فليس له ... رسم ولا أثر باق ولا طلل

ومجلس القوم قد هب الزمان به ... بحادث قل فيه الحادث الجلل

وان في القصر قصر الملك معتبرا ... لمن تغربه الايام والدول

وما رسوم المنار الآن ماثلة ... لكنها نبذ يجري بها المثل

حتى المصلى محت آياتها وعفت ... الا جدارا وما طلت به الطلل

كرجعك الطرف كانت كل آبرة ... فما تراه كذاك العمر والاجل

وله من أخرى

الا ليت شعري هل ابيتن ليلة ... بوادي الجوى ما بين تلك الجداول

وهل اسمعن تلك الطيور عشية ... تجاوب في تلك الغصون البلابل

وهل أردن عين السلام على الصدى ... فابرد من حر الضلوع النواهل

وانظر طيقان المنار مطلة ... على الواجنات الزاهرات الخمائل

كأن اقباب المشرقات بأفقه ... نجوم تبدت في سعود المنازل

فان ثنت الايام عنها اعنتي ... وانزلنني في غير تلك المنازل

فصبر جميل غير ان صبابتي ... ستبقى بقاء الطالعات الاوافل

<<  <  ج: ص:  >  >>