للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١ - تأسيس الدولة الزيانية]

هذه الدولة تضاف الى عبد الواد الذين بسيوفهم قامت وبابطالهم حميت، وتنسب الى زيان بن ثابت بن محمد من بني طاع الله لان ملوكها من عقبة. وبنو طاع الله من بطون بني القاسم من عبد الواد.

وزعموا ان القاسم هذا هو ابن ادريس او ابن محمد بن ادريس او ابن محمد بن عبد الله أو محمد ابي القاسم بن ادريس وفي بني محمد ابن سليمان الذين كانوا بتلمسان القاسم بن محمد أيضا. قال ابن خلدون: وهو أشبه بهذه الدعوى من القاسم بن ادريس.

ولقد كان بنو عبد الواد اجلاس خيل وابطال هيجاء يرون المعالي منوطة بالعوالي لا يخنعون الى مناهض ولا تكسر من شبانهم الشدائد. يغالبون النوائب ويصابرون الخطوب. وبمثل هذه الاخلاق أسسوا دولتهم. وبها حافظوا على حياتها رغم ضيق المملكة واتساع مطامع جيرانهم الاقوياء من مرين وبني ابي حفص.

وكان دخول عبد الواد تلمسان امرة جابر بن يوسف منهم.

فناب امرأؤهم بها عن خلفاء مراكش حتى ولي يغمراسن بن زيان سنة ٦٣٣ فأحسن سياسة قومه وأحلافهم من زغبة وبني راشد، وجمع كلمتهم، فاشتد ساعده وتوطد أمره. فاتخذ ابهة الملك وشعاره من جند وتولية عمال ولم يبق لخليفة مراكش الا الدعاء على المنابر وتقلد العهد من يده تأنيسا للعامة ومرضاة للاكفاء من قومه. فكان يغمراسن أول ملوك هذه الدولة.

وقد قاست من الحروب الخارجية والفتن الداخلية ما قصصنا بعضه في البابين قبل هذا وسنقص منه في هذا الباب، وان تعجب فعجب حياتها مع تلك الحروب المبيرة حتى سقطت مع منافسيها المرينيين والحفصيين.

<<  <  ج: ص:  >  >>