للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورواية ابن عبد البر عن بعض نسابة البربر انكرها هو نفسه، وانكرها ابن حزم ايضا وعمم- ابن حزم- في الانكار اذ لم يقبل كونهم من اليمن قائلا: "وهذا كله باطل لا شك فيه" وقال ابن خلدون "انه منكر من القول" ولكنه نقل عن المحققين من نسابة العرب مثل الطبري والسهيلي: ان قبيلتي كتامة وصنهاجة من حمير تركهما أفريقش بالمغرب لما قفل من غزوه. قال السلاوي: "وهو قول جميع النسابين من العرب (١) ".

٥ - واما القائلون انهم من الفرس فقد فسرت قولهم رواية سلوستس: ان ليبية (أفريقية) كانت عامرة بالبربر، وان الفرس إنما نزلوا في جوارهم بعد وفاة ملكهم اليوناني.

وعليه فلا تصح دعوى ان الفرس أصل للبربر، ولا انكار وجود الفرس بأفريقية اذ لا منافاة بين الامرين.

٦ - واما القول بانهم اخلاط من اصول فقول فاسد التعبير. وصواب الحديث ان يقال: ان الوطن البربري فيه أصول غير بربرية. وهذا مسلم لكن غير مفيد في معرفة أصل البربر.

٧ - واما القول بانهم حاميون من مصراييم فغير صحيح ايضا ولكنا لا ننكر وجود عرق منهم في الوطن البربري.

والصحيح من هذه الروايات كلها انهم حاميون من مازيغ بن كنعان ابن حام. هذا الذي صححه ابن خلدون قائلا: "والحق الذي لا ينبغي التعويل على غيره في شأنهم انهم من ولد كنعان بن حام بن نوح ... وان اسم ابيهم مازيغ".

واعتمد كاريت رأي ابن خلدون: ان البربر أمة مستقلة منذ أجيال


(١) استقصاء ج١ ص٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>