للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البربر في ترجمة الكتاب الثالث من تاريخه الهام بقوله: "الامة الثانية من أهل المغرب".

اما الروايات في تاريخ هجرتهم الى ليبية فكثيرة واحسنها ما نقله يحي ابن خلدون عن ابن قتيبة: ان خروجهم كان ايام البلبلة (١) والبلبلة هي اختلاف اللهجات وتعدد اللغات فكأنه يقول: قبل حدوث الخط والكتابة.

وهذه الرواية متفقة مع ما يقوله متأخرو المؤرخين من ان البربر هاجروا الى ليبية قبل التاريخ. وهذا عذر من ظن انهم اصليون بهذا الوطن غير منقولين.

وقد ذكر عبد الرحمن بن خلدون روايات اخرى نعرض عن بعضها لظهور سقوطه، وننقل بعضها ثم نقفي عليه بما يزيل شبه الاعتماد عليه.

١ - نقل عن المسعودي والطبري والسهيلي: "ان افريقش استجاشهم لفتح أفريقية وسماهم البربر. وينشدون من شعره:

بربرت كنعان لما سقتها ... من اراضي الضنك للعيش الخصيب (٢)

٢ - ونقل عن بعضهم: ان يوشع رئيس بني اسرائيل بعد موسى عليه السلام هو الذي اخرجهم من الشام.

٣ - ويقول بعضهم: ان داوود عليه السلام هو الذي اخرجهم وان الله هو الذي أوحى اليه بذلك: "قيل يا داوود اخرج البربر من الشام فانهم جذام الارض (٢) ".

وقد ابطل ابن خلدون نفسه قول من قال: ان أفريقش هو الذي اخرجهم من الشام الى المغرب بأن هناك رواية أخرى تقول: "انه وجدهم به وانه تعحب من كثرتهم وعجمتهم وقال ما اكثر بربرتكم"


(١) بغية الرواد: ج١ ص٩١، وقد عبر فيها بلفظ البلية وفي نسخة بلفظ البلبة. وكل ذلك تحريف البلبلة.
(٢) ج٦ ص٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>