للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تاريخ الجزائر (٧) ولكنها ظهرت فيما يبدو بعد مجيء العثمانيين. فنحن نجد اسم جده الأعلى (حسين بن محمد بن العنابي) في قائمة المفتيين الأحناف في الجزائر سنة ١١٤٨ هـ (١٧٣٥ م). والمفتي الحنفي في الجزائر العثمانية هو (شيخ الإسلام) الذي لا يفوقه في المنزلة والاعتبار سوى (الداي) أو رئيس الدولة.

وكان حسين العنابي، فيما يبدو، عالما واسع المعرفة بعلوم الشريعة، وله تفسير للقرآن الكريم ينقل عنه حفيده، موضوع هذا البحث، في كتابه (السعي المحمود) عدة مرات وفي غيره من فتاويه وكتاباته. وهو يشير إليه بهذه العبارة: ((قال مولانا الجد الأكبر حسين بن محمد رحمه الله في تفسيره)) (٨) وتذكر بعض المصادر أن حسين ابن العنابي قد تولى الفتوى أربع مرات، وتوفي سنة ١١٥٠ هـ (١٧٣٧) (٩).

وقد اشتهر من أسرة ابن العنابي عالم آخر تولى عدة وظائف وترك بعض الإنتاج، ولذلك نعرف عنه بعض الأمور التي لا تتوفر لغيره، ونعني به مصطفى


= بروكلمان يكتفون (بالعنابي) فقط. وهي شهرته، وهو قد استعملها كذلك في جوابه على مسألة التوحيد الذي يعود إلى سنة ١٨١١ فقال بعد ذكر اسمه (المدعو بابن العنابي) ويستعل بعض المؤلفين عبارة (الشهير بابن العنابي) وقد استعمل الزهار، المعاصر له، مرة ابن العنابي ومرة العنابي فقط أما خوجة، المعاصر له أيضا، فقد استعمل العنابي، بخلاف ديرينو الذي استعمل ابن العنابي وهكذا. وهي في الواقع شهرة جده الأعلى أيضا، حسين بن محمد بن العنابي. ولكننا إذا أخذنا ما كتبه مصطفى بن رمضان العنابي الآتي في الاعتبار فان عبارة (العنابي) تصبح نسبة إلى عنابة (مدينة بالجزائر). انظر ما يأتي.
(٧) رسالة الشيخ المهدي البوعبدلي إلى المؤلف بتاريخ ٢٧ مايو ١٩٧٥.
(٨) فصول ٨, ٧, ٦. انظر ايضا مخطوط رقم ٩٧٣٢ بالمكتبة الوطنية (تونس) المتضمن جملة من أجوبة له في الفقه.
(٩) انظر ديفوكس، نقلا عن ابن المفتي، في المجلة الإفريقية R.A سنة ١٨٦٧ ص ٣٩٢.
وجدناه مذكورا في عدة تواريخ أخرى بالأرشيف العثماني، وكان يسكن دار سوكالي المحاذية لجامع خضر باشا بالجرائر، وهذه التواريخ هي: ١١٢٩ ,١١٤٥ ,١١٤٨ انظر رقم (١٨٤) ١ - ٣٢ M ٢٢٨ بدار الوثائق الوطنية الفرنسية.

<<  <   >  >>