للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالباب الثاني من الكتاب. وعسى أن تكشف الأيام عن بقية هذا الكتاب لنعرف رأي المؤلف الكامل في الموضوع كما نتعرف على رأي قطب من أقطاب أسرة العنابي الشهيرة بأبحاثها في الفقه الحنفي والتشريع الإسلامي عامة. ومهما يكن الأمر فإن مصطفى بن رمضان قد توفي في سنة ١١٣٠ هـ، ويغلب على الظن أن وفاته كانت بمدية الجزائر (١٤م).

وقد أطلنا في الحديث عن مصطفى بن رمضان العنابي لسببين: الأول إننا لا نعرف إلا القليل عن الجد الأعلى لابن العنابي (صاحب هذه الدراسة) الذي طالما جاء بكلامه في التفسير ونحوه، والثاني إننا أردنا أن نعوض هذا النقص بالمعلومات التي وجدناها عن قريب ومعاصر لجده لنعرف أصول هذه الأسرة العنابية التي يبدو أنها استقرت نهائيا في مدينة الجزائر وبقيت تتوارث المناصب الفقهية في الجزائر العثمانية (١٥).

أما الجد الأدنى لابن العنابي فهو الشيخ محمد بن حسين الذي اشتهر أيضا بالعلم والجاه. أما العلم فيدل عليه ما قرأه على عمه ابن أم أبيه مصطفى ابن رمضان العنابي السابق الذكر، كما يدل عليه ما أخذه عنه حفيده محمد بن محمود (الذي نحن بصدد الترجمة له) من معارف. فقد جاء في إجازة الأخير


(١٤ مكرر) ورد اسم مصطفى العنابي في الأرشيف العثماني عدة مرات وبتواريخ مختلفة. وكان يسكن بدار سوكالي (أوسكالي) القريبة من جامه خضر باشا، وكان كراؤها من أوقاف مكة والمدية. وهذه بعض التواريخ: ١١٢٣, ١١٢٩, ١١٤١. انظر الأرشيف المذكور رقم (١٨٤) ٣٢ - ١ m ٢٢٨ بدار الوثائق الوطنية بفرنسا.
(١٥) تذكر بعض المصادر أن هناك عنابيا آخر قد ألف كتابا سماه (كشف البضائع) ولكننا لا ندري الآن هل هو من أسرة العنابي التي نتحدث عنها. كما أننا لم نطلع على هذا الكتاب. وقد جاء في بعض الماصادر أن أسرة العنابي (الحنفية) كانت تنافس أسرة قدورة (المالكي). ومن ذلك أن مصطفى العنابي وأخاه كانا يقفان ضد أحمد قدورة، وهو المفتي الذي حكم عليه الداي سنة ١١١٨ بالإعدام بعد سجنه لتدخله في السياسة. انظر
R.A (١٨٦٦) ص ٢٩٣. انظر تفاصيل ذلك في كتابنا (تاريخ الجزائر الثقافي) ج ١ الجزائر، ١٩٨٥، ط٢ ص ١٦٧.

<<  <   >  >>