للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن نعد (بلوغ المقصود) من تأليفه أيضا لأنه اختصار لما أطال فيه في كتابه (السعي المحمود). ومن المحتمل أن يكون لابن العنابي ديوان شعر على ما هي عليه عادة علماء وقته، وبعض الأراجيز. وقد وجدنا له أجوبة على مسائل متعددة تسمى (الفتح القيومي بجواب أسئلة الرومي) (٦٧).

ولكن الظاهرة العامة في تآليف ابن العنابي هي أنها تآليف صغيرة الحجم، وأنها تتناول مسائل دينية شائكة في شكل رأي معلل ومدعم بالشواهد والأمثال أو في شكل شرح لكتاب قائم من قبل. ويدخل في الصنف الأول كتابه (السعي المحمود) وكتابه في (علم التجويد) وفتاويه وأجوبته الفقهية ويدخل في الصنف الثاني كتابه (شرح الدر المختار).

ولعل عالما في منزلة ابن العنابي عاش زمنا طويلا وصعبا لا يمكن أن ينتج سوى ما ذكرنا. فمن المحتمل أن تكون له تآليف أخرى لم نطلع عليها ولم نسمع بها بعد (*).

ولكن إذا كان التأليف قليلا عند ابن العنابي فإن تلاميذه كثيرون. وقد عرفنا منهم عددا من المصريين والتونسيين. وإذا كنا لا ندري أن ابن العنابي قد تصدر للتدريس في بلاده بالجامع الكبير أو الجامع الجديد، فإننا قد عرفنا أنه جلس للتدريس في الجامع الأزهر وكانت حلقة درسه موئل العلماء على اختلاف مستوياتهم. وجاء في رسالة الشيخ المهدي البوعبدلي (٦٨) أن ابن العنابي قد


والتسديد شرح الفريد في علم التوحيد، الذي فرغ منه سنة ١٢١٧. انظر فيض الملك المتعالي، ج ٣، ص ١٧٧، مخطوطات الحرم المكي، مكة المكرمة.
(٦٧) لعل هذا العنوان ليس من وضع ابن العنابي لأنه لم يرد في النص، ولأنه لم يرد أصلا في نسخة أخرى من هذه الأجوبة، ومن الراجح أن يكون الشيخ محمد بيرم هو الذي وضع العنوان أعلاه، وقد يكون سمعه من صديقه ابن العنابي.
(*) ثبت أن لابن العنابي مؤلفات أخرى لم نذكرها هنا، مثل (التحقيقات الإعجازية) في البلاغة، و (صيانة الرياسة) في القانون الخ. انظر المدخل الجديد.
(٦٨) من رسالة له إلى المؤلف.

<<  <   >  >>