للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في مصر ونفيه من الجزائر، ورغم أننا لا نجد حتى الآن رسائل ابن العنابي لمحمد بيرم فإننا وجدنا رسالة وجهها هذا إلى صديقه في الإسكندرية، قبل وفاته بقليل، يذكر بالعهد ويوصيه بأحد الفضلاء المغاربة ليتدخل له في مصر ويساعده على قضاء مآربه، وقد جاء في هذه الرسالة التي كتبت (في سنة نيف وستين) بعد المائتين (وقد توفي ابن العنابي سنة ١٢٦٧) ما يلي: (فها نحن نجزي أشرف صنوف ألوانه، إلى حضرة وحيد دهره وزمانه، العالم الكبير، والرئيس النحرير، والمقدم في الفتية الحنفية بالمشرق بلا نكير، شيخ الإسلام أبي عبد الله سيدي محمد بن محمود العنابي المفتي الآن بثغر الإسكندرية ..) ومما يلفت النظر ما كتبه محمد بيرم فيها عن (عهود المودة القديمة) المبنية (على أساس غير واه ... والمظنون أنها من جهتكم على هذا المنوال). ولأهمية هذه المراسلة سنوردها في آخر الكتاب (٧٥) ومن المحتمل جدا أن يكون لابن العنابي مرسلات أخرى من هذا النوع، سواء مع علماء وأدباء تونس أو غيرهم، وستكشف الأيام عن العديد من هذه المراسلات.

ومن إخوانيات ابن العنابي ما عثرنا عليه من أنه طلب، أثناء وجوده بتونس، تقريظا من محمد بيرم لكتابه (شرح الدر المختار) الذي قد خطا فيه خطوات موفقة. فقد وجدنا في آثار محمد بيرم تقريظا للكتاب المذكور أثبت فيه صاحبه أن ابن العنابي هو الذي أطلعه على تأليفه وطلب منه، حسبما هي العادة المعمول بها عندئذ، أن يقرظه ففعل. ومما جاء في النص المذكور قول محمد بيرم (قد أطلعني صاحب هذه الأجوبة (يعني أجوبة ابن العنابي على أسئلة الرومي) على قطعة من شرح له على (الدر المختار) نهايتها باب الوتر والنوافل والتمس مني كتابة تقريظ عليه بعد التأمل فيه على ما هو الرسم بين الإخوان، ومن سالف الزمان، إلى هذا الأوان، فكتبت عليه ما نصه ..) (٧٦) ثم نوه محمد بيرم بالجزء الذي اطلع عليه من (شرح الدر المختار) ومدح تبويبه وعمقه


(٧٥) انظر المخطوط رقم ١٨٧٦٣، تونس (كناش الطواحني).
(٧٦) مخطوط رقم ٩٧٣٢ (تونس). انظر المخطوط رقم ١٨٦٥٥ تونس.

<<  <   >  >>