للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرن الثالث عشر وأن الكتاب (في فضل الجهاد وجواز تنظيم الجند على النظام الجديد) (١٠) والملاحظ أنها، بالرغم من نسخها سنة ١٢٦٨، فإن اسم المؤلف لا يقترن بعبارة (المرحوم).وبدلا من ذلك وردت معه عبارة (نفعنا الله ببركته). فهل معنى هذا أنه كان ما يزال عندئذ حيا؟

ولكن ما مكان وزمان تأليف هذا الكتاب؟ أما المكان فالغالب على الظن أنه القاهرة، لسببين:

الأول: أن اسم المؤلف في جميع النسخ يأتي مقرونا بعبارة (نزيل مصر القاهرة).

والثاني: أننا قد عرفنا أن ابن العنابي قد تصدر للتدريس في الأزهر وأجاز بعض العلماء في نفس التاريخ الذي ألف فيه الكتاب. ومعنى هذا أن المؤلف كتب كتابه في القاهرة أثناء إقامة بها دامت حوالي تسع سنوات. وأن ذلك كان قبل استيطانه الإسكندرية منفيا من الجزائر. وأما زمان تأليف الكتاب فمن المؤكد أنه سنة ١٢٤٢ (١٨٢٦) لأنه قد ضبط ذلك بنفسه بالحروف والأرقام. غير أن نسخة محمد بن عبد الكريم تضيف تاريخا محيرا (١١)، فقد جاء في صفحة العنوان بعد ذكر اسم المؤلف (نزيل مصر القاهرة الموجود سنة ١٢٤٥). فما معنى كلمة (موجود) هنا؟ هل تدل على كونه موجودا في القاهرة أو موجودا على قيد الحياة؟ ووجه الحيرة من هذا التاريخ هو أننا قد عرفنا أن ابن العنابي كان موجودا ضمن قائمة من تولى الإفتاء في الجزائر بعد سنة ١٢٤٤. فكيف نوفق بين وجوده في القاهرة، مثلا، ووجوده في الجزائر؟ الواقع أنه لا جواب لدينا الآن على هذه النقطة (*).

إن عقد العشرينات من القرن الماضي يمثل نقطة تحول في تاريخ الدولة


(١٠) دار الكتب المصرية، الخزانة التيمورية، مخطوط رقم ١ ضمن مجموع، رقم ٢١٩.
(١١) من نسخة صور لي منها مشكورا صفحة العنوان، ولا أدري مصدرها، ولعلها صورة لإحدى النسختين المذكورتين في كتابه (مخطوطات جزائرية في مكتبات اسطانبول).
(*) انظر المدخل الجديد لهذه الطبعة ففيه الجواب على هذا السؤال.

<<  <   >  >>