للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البدعة والعمل بالكتاب والسنة، والجمع بين علمي الظاهر والباطن جمعا صحيحا واضحا. وكان الأخضري من تلاميذ محمد بن علي الخروبي الذي هو من تلاميذ الشيخ أحمد زروق. وكان الفكون قد أعجب إعجابا شديدا بالقدسية حتى أنه كاد يذكرها كاملة في كتابه (منشور الهداية) مستشهدا بأبياتها من حين لآخر إذ تنجده آراء الأخضري في الأحوال المشابهة التي كان يعرضها الفكون في وقته (بينهما حوالي قرن حسب بعض الروايات). ومن إعجابه بالأخضري أنه شرح له أيضا عملا في آداب الدين والمعاملات سماه (الدرر على المختصر)، كما سنعرف. كما أورد رسالة مطولة لأحمد زروق محتجا بها رادا بها على أدعياء التصوف في وقته (١).

وقد تكون هناك مصادر أخرى لا نعلمها الآن عن تأثر أو أخذ الفكون بالطريقة الزروفية الشاذلية. فالذين تحدثوا عنه كالثعالبي والعياشي لم يذكروا أنه أخذ إجازة من أحد رجال الصوفية في المشرق، ولم يشيروا إلى أنه تتلمذ لأحد هناك، كما كان يفعل جل العلماء في وقته بالعكس لقد وجدنا الفكون ثائرا على علماء المشرق إذ يعتبرهم متساهلين في العلم ولا يرعون حرمة المساجد، ومتساهلين في مسائل الحلال والحرام، كالدخان.

كما وجدناه متشددا في منح الإجازات لغيره خلافا لعادة علماء ذلك العصر. وهذا العياشي يذكر أنه عندما حج معه سنة ١٠٦٤ طلب منه الانخراط في سلك طريقته (الزروقية) فلم يكتب له


(١) (منشور الهداية) ص ٢٢٩ - ٢٣٤.

<<  <   >  >>