للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدار منك). وهذه العبارة، إذا صحت، تدل على أن الفكون كان أول مولود لأبيه محمد، وأن الفكون ظل يحمل هذه الفكرة مدى حياته، أي أنه هو عمارة الدار الفكونية بدعاء جده. (ص ٢٤). وقد عاش الفكون في كنف أبويه طويلا إذ عرفنا أن والده عاش إلى سنة ١٠٤٥ أما والدته فلم يسمها ولكنه ذكر أنها كانت شريفة حسنية من عائلة محمد بن قاسم الشريف الذي قلنا أنه كان متوليا وظيفة مزوار (نقيب) الأشراف بقسنطينة، وكان محمد بن قاسم هذا مفتيا أيضا، وامتحنه عسكر قسنطينة امتحانا عسيرا. فالفكون إذن نتاج عائلتين عريقتين: إحداهما تميمية والأخرى حسنية.

وقد أشار الفكون نفسه إلى بعض حياته في طفولته وشبابه الباكر. فقد كانت قسنطينة في نهاية القرن العاشر (١٦ م) تعيش على تراث عمر الوزان وعبد الكريم الفكون (الجد) وعبد الرحمن الأخضري ويحيى الأوراسي فكان تلاميذ هؤلاء هم الذين يرأسون حلقات الدرس في مساجدها. وكان والده (محمد) أحد كبار المدرسين عندئذ. وكان التلاميذ يأتون إلى تلك المساجد من نواحي عديدة خاصة من زواوة والغرب (الجزائر) والأوراس ونقاوس. ومن أشهر الطرق الصوفية عندئذ الطريقة الزروقية (نسبة للشيخ أحمد زروق المتوفى سنة ٨٩٩). فالأخضري والوزان من المنتسبين إليها والمتحمسين لها وكانت، الحياة السياسية لا تؤذن بالاستقرار، ولكن أسرة الفكون كانت تساهم في حفظ التوازن وتسعى للعافية والصالح العام وفي هذا الجو فتح الفكون عينيه وأخذت أعوام حياته تتوالى حتى بلغ من الدخول إلى الجامع

<<  <   >  >>