للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قسنطينة نفسها، وبعضها حصل في القطر الجزائري عموما، وبعضها حصل في الأقطار الإسلامية الأخرى. ولنبدأ بما حصل في قسنطينة نفسها.

وقعت للفكون منذ كان صغير السن تحديات من رجال العلم الأكبر منه سنا فواجهها كما يقول، وقايل التحدي وأظهر شيئا من الإعجاب بنفسه إذ وفقه الله للتغلب عليهم. ومن ذلك ما وقع له من المذاكرة في المسائل النحوية مع الشيخ إبراهيم الفلاري التونسي، والشيخ ابن محجوبة الذي أراد نسخ (إلغاء) عقد حبس وخالفه الفكون في ذلك في مجلس علمي أقيم بالجامع الأعظم وكان ذلك بإشارة من والده. نذكر أنه انتصر على مخالفه بالحجة والبرهان. كما كان له مع الشيخ أحمد الميلي وقفة أثناء صغره أيضا. وهو يخبرنا أن ذلك كان قبل تضلعه في العلوم، ولكن الأيام مرت، وتمكن من علمه وأصبح الشيخ الميلي يعترف له بالتفوق. وكل هذه الحوادث سبقت الإشارة إليها. كما سبقت الإشارة إلى بداياته في علم النحو على الشيخين ابن راشد الزواوي ومحمد التواتي المغربي وما حصل له معهما من اكتشاف معارفه وحبه لعلم النحو قائلا إن ذلك كان بإشارة من جده الذي رآه في المنام.

وتبادل الفكون الأفكار والأشعار مع شيخ مغربي آخر هو محمد السوسي وكان السوسي يتردد على قسنطينة والجزائر وتونس. وكانت له معارف واسعة ويحسن قرض الشعر والمدح به وكانت له آراء في المسائل الشائكة عندئذ مثل تناول الدخان وسماع الطرب وكان الفكون قد تعرف عليه عند بناء داره التي كانت

<<  <   >  >>