للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأسلافه، كما يقول، ثم تملك بها هو وجددها وأضفى عليها الجير (يسميه الجيار). وقد مر عليه ذات يوم محمد السوسي فرأى غرف الدار وبياض لونها فأعجبته فقال شعرا يمدح به الفكون وداره: (اجتاز عليها ورأى فيها بعض أبياتها (غرفها) مشيدا بالجيار على عادة البلد، فأنشدني فيها أبياتا مادحا لي رحمه الله. ملتزما فيها حرف الضاد. وسماها (بهجة التكحيل في العين، ورونق الشيب في مصوغ التبر واللجين):

ألا عج إلى البطحا (١) ترى البرق يومض ... على دار علم بالعلوم تنضنض

وقد رد عليه الفكون بقصيدة مثلها وزنا وقافية. وسماها (إزالة الكدر والشين، بجواب التكحيل في العين)، ومطلعها:

لك الحمد تعطي من تشاء وتقبض ... فصل على من كان للدين يعرض

والملاحظ أن الفكون تشوق في هذه القصيدة إلى زيارة الرسول، (ص)، وهو مقيم في قسنطينة. ثم افتخر بأنه صاحب

مكانة في الشعر لكن قومه جهلوه وحسدوه (٢) وقد عرفنا أن الفكون كان يجدد بناء داره سنة ١٠٢٢ وأن الشيخ السوسي توفي في الجزائر سنة ١٠٢٣ ولعل تفكير الفكون في الرحيل إلى الحجاز


(١) (البطحاء) هي الحومة التي كان بها الجامع الأعظم ودار آل الفكون.
(٢) ذكر الفكون القصيدتين في كتابه (محدد السنان) مخطوط، ص ٥٧، ٦٣.
انظر الملاحق.

<<  <   >  >>