للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والنبي (ص)، قال: "أجرك على قدر نصبك" (١)، قلنا: عزم الطريق باعتبار الحكم، وترك الرخص، يعني المختلف فيها كما يأتي بيانه، وقال (ص): "إن الدين يسر ولن يشاب الدين أحد إلا غلبه" (٢) وقال (ص): "إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى" (٣) وقال (ص): "بعثت بالحنيفية السمحة البيضاء النقية" (٤)، وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي (ض): الشيخ عن دلك على راحتك لا على تبعك، وقال أيضا عن أستاذه (٥) (ض) في قوله (ص): "يسروا ولا تسروا وبشروا ولا تنفروا" (٦) يعني: دلوهم على الله ولا تدلو هم على غيره، لأن من دلك على الدنيا فقد غشك، ومن ذلك على العمل فقد أتعبك، ومن ذلك على الله فقد نصحك.


(١) تقدم ص ٧٦، وهو في البخاري مع فتح الباري ٤/ ٣٦٠.
(٢) رواه البخاري في الصحيح من حديث أبي هريرة عن النبي (ص)، البخاري مع فتح الباري ١/ ١٠١.
(٣) هو من حديث جابر مرفوعا، وأوله: "إن هذا الدين متين"، رواه البزار في مسنده، كما في مختصر زوائد سنن البزار حديث رقم ٢٩، قال البزار بعد أن ذكره: وهذا يروى عن ابن المنكدر مرسلا ... ، وابن المنكدر عن عائشة، وابن المنكدر لم يسمع من عائشة ((ض)، قال الشيخ (أي الحافظ الهيثمي): وأبو عقيل (أحد رواة الحديث عند البزار) كذاب، وعزاه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ١/ ٦٧ أيضا إلى البزار، وقال: فيه يحيى بن المتوكل أبو عقيل، وهو كذاب، وذكره الحافظ السخاوي في المقاصد الحسنة ص٣٩١، وعزاه إلى البزار، والحاكم في علومه، والبيهقي في سننه، وأبو نعيم والقظاعي والعسكري والخطابي في العزلة، وذكر الاضطراب فيه وضعفه، وقال: كلهم يرويه من حديث جابر، وذكر البخاري الحديث في التاريخ الكبير ١/ ١٠٣، وقال: إرساله عن ابن محمد بن المنكدر أصح من إسناده عن جابر.
(٤) طرف من حديث أبي أمامة (ض) عند أحمد في المسند ٥/ ٢٦٦ عن النبي (ص)، وفيه: " ... إني لم أبعث باليهودية ولا بالنصرانية، ولكني بعثت بالحنيفية السمحة"، وذكره البخاري تعليقا بلفظ: أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة، قال الحافظ في فتح الباري ١/ ١٠١: إسناده حسن.
(٥) أي: ابن مشيش.
(٦) صحيح مسلم ٣/ ١٣٥٨، رقم ١٧٣٢ من حديث أبي موسى (ض)، قال: كان النبي (ص) إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره، قال: "بشروا ولا تنفروا".

<<  <   >  >>