للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النبي (ص) تنور بالنورة وجلس على المنصة وحلق ما تحت اللحية (١)، فإن صح هذا فهو الحجة، ثم لهم في التمسك بالسنة أقوى مستند، وأكبر معتمد، لمن قويت نيته، وعلت همته، وبالله التوفيق.

ومن ذلك أن طريق المصامدة حلق رأس التائب بالمقص، وبعضهم بالموسى، وهو شيء لا أصل له، غير ما يذكر من أن رسول الله (ص) قال لرجل أسلم وعليه شعر: "انزع عنك شعر الكفرة" (٢) لكن يعارضه ما في


(١) حديث اطلاء النبي (ص) بالنورة خرجه ابن ماجه رقم ٣٧٥١ من حديث أم سلمة وفي سنده انقطاع، وليس فيه الجلوس على المنصة، ولا حلق ما تحت اللحية، وخرج الترمذي ٥/ ٩٤ حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي (ص) كان يأخذ من لحيته، من عرضها وطولها، وفي سنده عمر بن هارون متروك، وكان حافظا كما في التقريب، ولذا قال الترمذي عن حديثه: غريب، ونقل عن البخاري أن عمر بن هارون مقارب الحديث، ولا يعرف حديث ينفرد به أو ليس له أصل إلا هذا الحديث، قال الترمذي: ورأيته أي: البخاري حسن الرأي في عمر، وقد ذكر ابن عدي في الكامل ٥/ ١٦٨٩ هذا الحديث فيما ينكر على عمر بن هارون، ثم قال: وفد روي هذا عن أسامة بن زيد غير عمر بن هارون، وقوله هذا مخالف لما نقل عن البخاري وكذلك العقيلي من أن الحديث لا يعرف لغير عمر بن هارون كما في العلل المتناهية ٢/ ٦٨٦، إلا أن يقال: من عرف حجة على من لم يعرف، والله أعلم، قال مالك: بلغني أن عمر بن الخطاب (ض) نهى أن يحلق ما تحت اللحية إلى الغلصمة، وقيل: إنه من فعل المجوس، أنا أكره حلق الرقبة إلا لمن أراد أن يحتجم، وأكره تحديد اللحية والشارب بالموسى من جهاتها تحسينا وتزيينا، وإنما ذلك من فعل النساء، شرح ابن ناجي على الرسالة ٢/ ٣٧٠، وقال الشيخ زروق في شرح الرسالة ٢/ ٣٧٠، بعد أن ذكر عن مالك كراهة حلاقة ما تحت الحلق، قال: وقد استخف أهل المغرب حلقه مخالفة لقوم من أهل الأهواء جعلوه شعارهم، وفي استجازته بذلك نظر.
وفي غذاء الألباب ١/ ٤٢٤ للشيخ محمد السفاريني الحنبلي: لا يكره أخذ ما تحت الحلق، وأخذ الإمام أحمد (ض) من حاجبيه وعارضيه، نقله ابن هاني في الفروع. وقال المؤلف عند قول الرسالة: ولا بأس بحلاقة غيرها من شعر الجسد، ويدخل فيه ما تحت الحلق، والمنقول عن مالك كراهته، وقال ابن ناجي عند قول الرسالة: قال مالك: ولا بأس بالأخذ من طولها، قال: وكذلك يستحب الأخذ من عرضها ٢/ ٣٧٠.
(٢) جاء في المسند من حديث جد عثيم بن كليب بلفظ: "ألق عنك شعر الكفر"، يقول:
أحلق، وخرجه أبو داود من الطريق نفسه حديث رقم ٣٥٦ وهو خطاب لأبي كليب =

<<  <   >  >>