للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لذلك في حديث أبي (ض) حيث قال: "أجعل صلاتي كلها عليك، قال: إذا تكفى همك ويغفر ذنبك" (١) الحديث، وقد أمر سبحانه بتعزيره (ص)، وتوقيره مقرونا بتسبيحه تعالى، فدل على عظم ذلك وأنه في الخاصية مساو له أو قريب منه (٢) وقال (ص): "الصلاة علي نور في القلب، ونور في القبر، ونور على الصراط" (٣)، هذه الأنوار هي مطالب العقلاء فضلا عن المريدين، فإلى أين يعدلون عنها، والله، لا يعدل عنها إلا مخذول، لا عبرة به ولا همة له، وقد قال شيخنا أبو العباس الخضرمي (ض) في وصيته التي كتب لي بها يوم وداعه الأول: وعليك بدوام الذكر وكثرة الصلاة على رسول الله (ص)، وهي سلم ومعراج وسلوك إلى الله تعالى إذا لم يلق الطالب شيخا مرشدا، فقد سمعت في سنة ست وأربعين وثماني مائة بالحرم الشريف بعض الصالحين روى في ذلك عن بعض أهل الصدق مع الله تعالى، وكلاهما معروفان رأيتهما، والله أعلم، ثم أنشد:

فيا عطشي والما زلال أخوضه ... ويا وحشتي والمونسون كثير

وذكر بعض من عرف بطرق الشاذلية (ض)، أنه مبني على الصلاة على رسول الله (ص)، وهو طريق جليل، واضح الأنوار والبراهين والفائدة الحالية


(١) جزء من حديث أبي بن كعب (ض)، خرجه الترمذي ٤/ ٦٣٧، بلفظ: " ... قلت: أجعل لك صلاتي كلها، قال (ص): "إذا تكفى همك، ويغفر ذنبك"، قال الترمذي: حسن صحيح.
(٢) أي: خاصية ثواب الصلاة على رسول الله (ص) مساو أو قريب من تسبيح الله عز وجل، لأنهما مقرونان ومقصودان بالإرسال في قوله تعالى: {إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا}، فالتعزير والتوقير لرسول الله (ص)، والتسبيح لله عز وجل.
(٣) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وذكر السخاوي في القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع، عن أنس عن النبي (ص): "صلاة علي نور يوم القيامة على الصراط ... "، وقال: ذكره أبو سعد في (شرف المصطفى)، وذكر مثله من حديث أبي هريرة (ض)، إلى ابن شاهين في الإفراد، وأبو الشيخ والضياء وأبو اليمن ابن عساكر من طريق الدارقطني في الإفراد أيضا، والديلمي في مسند الفردوس وأبو نعيم، وقال: سنده ضعيف، انظر القول البديع ص ١٩٣ و٢٨٤، وانظر الفردوس حديث رقم ٣٨١٤.

<<  <   >  >>