للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبو عثمان الصابوني. ثم ذكر حكاية وقال: قال أبو عبد الله المالكي: أبو عثمان ممّن شهدت له أعيان الرجال بالكمال في الحفظ والتفسير.

وقال: قال عبد الغافر في السياق: الأستاذ أبو عثمان إسماعيل الصابوني شيخ الإسلام المفسر المحدث الواعظ أوحد وقته في طريقه، وعظ المسلمين سبعين سنة وخطب وصلى في الجامع نحوا من عشرين سنة، وكان حافظا كثير السماع والتصانيف حريصا على العلم، سمع بنيسابور وهراة وسرخس والحجاز والشام والجبال، وحدث بخراسان والهند وجرجان والشام والثغور والحجاز والقدس، ورزق العز والجاه في الدين والدنيا، وكان جمالا للبلد مقبولا عند الموافق والمخالف، مجمعا على أنه عدم النظير وسيف السنة ودامغ البدعة، وكان أبوه الإمام أبو نصر من كبار الواعظين بنيسابور ففتك به لأجل المذهب وقتل، فأقعد ابنه هذا ابن تسع سنين فأقعد بمجلس الوعظ وحضره أئمة الوقت، وأخذ الإمام أبو الطيب الصعلوكي في ترتيبه وتهيئة شأنه، وكان يحضر مجلسه هو والأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني والأستاذ أبو بكر بن فورك ويعجبون من كمال ذكائه وحسن إيراده حتى صار إلى ما صار إليه، وكان مشتغلا بكثرة العبادات والطاعات حتى كان يضرب به المثل. وقال: قال الحسين بن محمد الكتبي في تاريخه: في المحرم توفي أبو عثمان سنة تسع وأربعين وأربعمائة، وقال: قال الكتاني: ما رأيت شيخا في معنى أبي عثمان زهدا وعلما؛ كان يحفظ من كل فن لا يقعد به شيء، وكان يحفظ التفسير من كتب كثيرة، وكان من حفاظ الحديث. قلت -يعني الذهبي-: ولقد كان من أئمة الأثر له مصنف في السنة واعتقاد السلف (١) ما رآه منصف إلا واعترف له (٢).


(١) قلت: ومن مصنفاته: ذم الكلام، والفاروق في الصفات، وكتاب الأربعين في الحديث، ومنازل السائرين في التصوف، والفصول في الأصول. راجع: كشف الظنون (١/ ٥٣)، ومعجم المؤلفين لكحالة (١/ ٣٦٨)، والرسالة المستطرفة (١/ ١٠٣).
(٢) سير أعلام النبلاء (١٨/ ٤٠: ٤٣).

<<  <   >  >>