للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبو بكر الحافظ المعروف بابن منجويه (١) أحد حفاظ زمانه، وفرسان أهل الحديث من أقرانه، كتب الكثير وصنف على الصحيحين وعلى جامع أبي عيسى الترمذيّ، وجمع الأبواب وخرج الفوائد للمشايخ وانْتُخب عليهم، دخل نيسابور تاجرا في أيام شبابه وحياة أبي عمرو بن نجيد وأبي الحسن السراج ولم يكن قصده طلب الحديث، فكتب لأهل بلده عنهم الأمالي ولم يكتب لنفسه، وعاد إلى أصبهان فنشط لطلب الحديث فسمع بها من ابن المقرئ وطبقته، وعاد إلى نيسابور فسمع من أبي عمرو بن حمدان ولزم مسجد الحاكم أبي أحمد الحافظ واستفاد منه وأكثر السماع عنه وعن طبقته، وسمع بنسا مسند الحسن بن سفيان وأبي القاسم الفقيه، وخرج إلى هراة وما وراء النهر فكتب الكثير، ثم عاد إلى نيسابور واستوطنها واشتغل بالتصنيف والتخريج وصار من الحفاظ والأئمة المعروفين المذكورين في الصنعة، عقد مجلس الإملاء بعد موت أبي حازم العبدوي في مدرسة أبي سعد الزاهد في سكة خركوش فأملى سنين وقرئ عليه الكثير، وتخرج به جماعة من التلامذة، وظهرت بركة علمه وإتقانه وحفظه وحسن نصيحته ووفور ديانته، وبقي كذلك إلى أن توفي يوم الخميس الخامس من المحرم سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وقرأت بخط الحسكاني أن مولده كان سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وما أدرك إسناد صباه لاشتغاله بالتجارة، وقد ذكره الحاكم وأثنى عليه ولكنه بقي مدة بعده واشتهر اشتهارا ظاهرا (٢).

قال الذهبي: الحافظ الإِمام المجود أبو بكر بن منجويه اليزذي الأصبهاني نزيل نيسابور من الحفاظ الإثبات المصنفين، ارتحل إلى بخارى وسمرقند وهراة وجرجان ولم أره وصل إلى العراق.

قال أبو إسماعيل الأنصاري: حدثنا أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني أحفظ


(١) تحرفت في الأصل إلى: فنجويه. بالفاء.
(٢) المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور (ص ٨٨، ٨٩).

<<  <   >  >>