للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالشيخ أبي الحسن عبد الغافر جدي، ومداخلة وعناية بمجلسه، ونصب القراءة لكتابي "الصّحيح" و"الغريب"، والمختصين به وبروايته، ثمّ كان عليه الاعتماد في الودائع من كتب الحديث المجموعة في الخزائن، الموروثة عن المشايخ، والموقوفة على أصحاب الحديث؛ فكانت موضوعة عنده في الحجرة في المدرسة المنسوبة إلى البَيْهقي، فكان يصونها ويتعهَّد حفظها، ويتولي أوقاف المحدثين، من الحِبْر والكاغِد وغير ذلك، فيقوم يتفريقها عليهم، وإيصالها إلى مظانها، ويسعى في أوقاف مدرسة البَيْهقي وعمارتها وتعهد مرمتها، وقد أذن فيها سنين ووعظ المسلمين وذكرهم الأذكار في الليالي على المئذنة، وقام بذلك حِسْبَة، وكان فى في أكثر الأوقات قبل الصُّبح إذا صعد يكرر هذه الاية ويقول: {أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} [هود: ٨١]؟، وسعى في سائر الخيرات، وكان يأخذ صدقات الرؤساء والتجار ويوصها إلى المستحقين والمستورين من ذوي الحاجات والأرامل واليتامى وأولي الضرر، ويقيم مجالس الحديث ويقرأ عليه، وكان إذا فرغ يجمع ويصنف ويفيدة شكر الله سعيه في الدِّين، ولو ذهبتُ أشرح ما رأيت منه من هذه الأجناس لسودت أوراقًا جمة، وما انتهيت إلى اسيفاء ذلك، وقد سمعت منه كتبًا جمةً، منها: كتاب "حلية الأولياء" للشيخ أبي نعيم بتمامه، و"مسند الطيالسي" و"معجم الطبراني"، و"الأربعينيات" من جمعه، و"الأحاديث الألف"، ومن المتفرقات ما يعسر ضبطه وحصره، كان يروي عن مشايخ جرجان والري والعراق والحجاز، ما تفرع لعقد الإملاء من كثرة ما هو بصدده من الاشتغال والقراءة عليه، ولد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، ولم يدرك إسناد السراج، عن المخلدي، والخفاف مع إمكانه له،

<<  <   >  >>